“تركيا” تقطع المياه عن سد الفرات ما أدى لأزمتي كهرباء ومياه في الحسكة السورية
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
على غير ماهو متعارف عليه بمثل هذه الأيام من شهر رمضان الكريم، وبدلاً من تحضير أنفسهم لاستقبال العيد بلباس جديد وتحضيراته المعتادة، ينتظر أطفال مدينة “الحسكة” مع ذويهم لحظات وصل الكهرباء، على حصتهم من المياه في ظل إقدام “تركيا” على قطع المياه عن سد الفرات في الأراضي السورية.
“نورمان خليل” من أهالي المدينة المحرومة من المياه والكهرباء منذ ما يقارب 12 يوماً، تقول في حديثها مع سناك سوري: «صارت الأمنية والحلم بمدينتي أن تصلنا المياه والكهرباء مع بعض ولو ساعة واحدة باليوم، هي أمنية أغلب أهالي المدينة، شكوانا وهمنا وعذابنا وصلت للعالم وللأمم المتحدة ولكل المنظمات الإنسانية، من غير المعقول أن نحرم من أدنى مقومات الحياة وهي الماء والكهرباء، والمشكلة ليس بعطل أو ضرر من الحرب، هناك من يصر على حرمان المواطنين في هذه المدينة منها».
سد الفرات الذي قطعت “تركيا” الماء عنه مؤخراً، يعتبر مصدر الكهرباء لمحطات توليد الكهرباء في الحسكة، وبانخفاض منسوب مياهه يعاني الأهالي من أزمة كهرباء ترافقها ازمة مياه، كون المياه تحتاج إلى الكهرباء في عملية الضخ.
اقرا أيضاً: مزارعون خائفون وصيادون يتخلون عن مهنتهم.. تركيا تحرمهم مياه الفرات
مدير شركة الكهرباء المهندس “أنور العكلة”، قال لـ”سناك سوري”، أنه يمكن القول بأن الكهرباء شبه معدومة بالمدينة بعد الانخفاض الملموس على منسوب سد الفرات كونه المصدر الأساسي للكهرباء بالحسكة، مشيراً إلى أنهم قبل الانخفاض كانت تصلهم 70 إلى 80 ميغا من الكهرباء، «واليوم تصل 10 إلى 15 ميغا فقط، يتم توزيعها على المشتركين بين الساعة 4 عصراً حتّى 12 ليلاً لمدينة الحسكة».
يأمل “العكلة” أن تنتهي مشكلة انحباس المياه عن سد الفرات، والذي يعتبر قضية دولية تخضع لمواثيق دولية أيضاً، لافتاً إلى وجود جهود كبيرة لإنهاء أزمتي المياه والكهرباء في المدينة.
أزمة الكهرباء والمياه ليست مقتصرة على مدينة “الحسكة” فقط، بل اشتكى الأهالي في مدينة “القامشلي” من انقطاع طويل للمياه والكهرباء مؤخراً، لكن الأزمة انحلت صباح اليوم الأحد، بحسب ما قاله مدير مياه “القامشلي” “أحمد مخلف” لـ”سناك سوري”، مؤكداً أن المياه عادت صباح اليوم.
من جانبه مدير كهرباء “القامشلي” المهندس “حسين العايد” أشار إلى توقف عدد من عنفات “السويدية” التي تضخ الكهرباء، وهناك عنفتان إلى ثلاثة فقط قائمة بالعمل، موضحاً أن حصة كل مشترك في القامشلي من الكهرباء كل 24 ساعة هي ساعة واحدة فقط، حيث تصل من “السويدية” 40 إلى 50 ميغا، تذهب الكمية الأكبر للمؤسسات الخدمية خاصة المياه والمشافي والباقي على المشتركين.
يذكر أن معاناة أهالي “الحسكة” مع المياه مستمرة منذ سيطرة قوات العدوان التركي، على منطقة تواجد محطة “علوك”، حيث تقوم تلك القوات بقطع المياه كل فترة عن أهالي المدينة، بالتزامن مع جائحة كورونا التي تتطلب مزيداً من المياه بهدف عمليات التعقيم والنظافة لمواجهة الفايروس، لتنضم اليوم مشكلة الكهرباء وسد الفرات إلى مشكلة المياه أيضاً.
اقرأ أيضاً: تركيا تحرم السوريين من مياه الفرات وتحذيرات من كارثة