الحرب التي دخلت عامها الثامن لم تخجل من دموع الأمهات ولا من دماء الأبرياء بعد!
سناك سوري-دمشق
«من أين نأتي بالفرح»، تقول الأم السورية “علياء” لـ سناك سوري في يوم عيدها، وتضيف: «نعيش منذ سنوات في مركز إيواء نتشارك مع عائلات كثيرة ظروف الحياة الصعبة من شح الموارد وفقدان للكثير من مقومات الفرح التي اعتدنا عليه سابقا في مثل هذا اليوم، فالحياة لم تعد رغيدة كما كانت لا الطعام ولا الشراب ولا النوم ولا حتى الملابس الجديدة».
“علياء” لا تنتظر هدية من أطفالها الأربعة ولا من زوجها الذي يكد ليل نهار في محاولة منه لتأمين لقمة العيش في ظل هذه الظروف الصعبة، تقول أيضاً لـ “سناك سوري”: «هديتي الأكبر أن أطفالي بخير وزوجي أيضاً، هذا ما أحمد الله عليه ليل نهار وأنا أشاهد أولئك الأمهات الثكالى بأولادهن جراء الحرب».
إذاً أتى عيد الأم للمرة السابعة بالتزامن مع الحرب التي لم تخجل من دموع الأمهات السوريات بعد، هو عيد ترى فيه الكثير من الأمهات أنه لن يمر من عندهن، فأم ثكلى وأخرى ابنها على جبهات الحرب، وثالثة تجوب الشوارع متسولة بحثاً عن لقمة عيش لأولادها، لقد نجحت الحرب وتفوقت في سرقة الفرح منهن كما يؤكدن.
“أم سومر” أم أخرى، تستقبل يومها بالدعاء وتنهيه بذات الدعاء، تريد أن تعلم خبراً عن ابنها المختطف بريف دمشق، هل هو ميت أو مايزال يتنفس؟، هل يأكل ويشرب؟، وتضيف لـ سناك سوري: «لقد أتم ابني عامه الـ25 الشهر الفائت، أشعلت له شموعاً أطفأتها بزفرة قهر على غيابه الذي قارب العامين، عيدي ليس اليوم، عيدي هو يوم يحدثني ويقول لي أنا بخير».
«عيد سعيد يا أغلى الحبايب»، هي آخر معايدات “معروف” لوالدته العيد الماضي، قبل أن تخطفه قذيفة في “دمشق” قبل عدة أشهر، كما قالت لنا “أم معروف”، وبعيداً عن “دمشق” بالذهاب إلى “إدلب” لم تعد الدموع موجودة في عيني “أم ابراهيم” لقد ذرفتها كلها حزناً على أولادها الأربعة فالغارات الجوية أزهقت أرواحهما بيوم واحد.
اقرأ أيضاً: لا شيء سورياً في هذه الحرب سوى القتلى – حازم الأمين
الكثير من المآسي هنا، بينما تتمختر الحرب التي دخلت عامها الثامن دون أن تجد من يطيح بها كما أطاحت بشباب سوريا وفرح أهلها، وبينما لا تجد الثكالى من الأمهات أي مواساة في هذا اليوم، تنتظر أمهات اللاجئين هاتفاً من أولادهن الذين غادروا البلاد وهجروها إلى ألمانيا وأوروبا، قد يحمل الأمر بعض المواساة لهن لكنه بالتأكيد ليس كافياً مقارناً بلمة العائلة وفرحها في مثل هذا اليوم كما اعتاد السوريون سابقاً.
«الأم بتلم»، تقولها السيدة “نوال” بكل حسرة وتضيف لـ سناك سوري:«لابد للأم أن تلم، لابد لسوريا أن تلمنا من شتاتنا يوماً، لابد أن نجتمع، كرمى لتلك الدموع والدماء لابد أن نجتمع، وعندها لن يوقف احتفالنا أي عارض لا قذيفة ولا غارة، نحن هنا مازلنا ننتظر».
أمهات الضحايا، أمهات المختطفين والمعتقلين، الأمهات اللواتي فقدن كل أبنائهن في هذه الحرب، الأمهات المشردات، والنازحات، وكل الأمهات السوريات السلام لكن.
اقرأ أيضاً: “خديجة” الأم التي لا تحتفل بعيدها