عمار جربوع تجاوز صعوبات التعلم وأبدع في مجال الموسيقى
بمساعدة عائلته ومدرسيه عمار جربوع يتقن العزف ويتجاوز حالته الصحية الخاصة

سناك سوري-رهان حبيب
يحلم “عمار جربوع” 22 عاماً من مدينة “السويداء” بالظهور على مسارح عالمية عازفاً للناي والأورغ بعد سنوات أمضاها بالتدريب على العزف السماعي، ليظهر على مسارح المدينة ويشارك في العزف لأطفال الروضات والمشاركة بفعاليات فنية.
يقول “عمار” لسناك سوري: «أسمع المعزوفة مرة واحدة وأعيدها مرة ومرة دون ملل، لأني أحب الموسيقى بكل أنواعها».

“جربوع” الذي يعاني من صعوبات التعلم لكنها ليست “توحداً” حسب ما أكدته والدته ومعلمته في مرحلة التعليم الابتدائي “منال جربوع” عزف مقطوعات غنائية متنوعة منها “ليلية بترجع يالليل” و”بكتب عوراق الشجر” وقائمة طويلة من المعزوفات الهادئة والمعبرة بحرفية وفق المقامات الموسيقية الدقيقة، تشي بجهد كبير بذله في التدريب الفردي باهتمام الأهل والمدرسين لساعات وساعات، مشيرة إلى أنه لم يجد صعوبة بالتنقل من وإلى أماكن التدريب أو “معهد فريد الأطرش” للموسيقا الذي انتسب إليه لمدة خمس سنوات ولا القراءة بشكل عام جيد.
وتضيف :«قررنا دعمه بشكل كبير وحظي باهتمامنا فنحن لانريد تهميشه ولا إبعاده عن الحياة الاجتماعية على العكس، فقد كان سعينا دائماً لمحاولة تعليمه في المدرسة والمنزل، وفق إرشادات المختصين، ليختار ما يمكن أن ينجح به وفق امكانياته ويأخذ مساحته بالحياة».
اقرأ أيضاً: “مريم” أحيطت بالمحبة والتحفيز فاعتمدت على ذاتها وانخرطت بالمدرسة
حالة “جربوع” بدأت تتوضح من خلال إشارات ظهرت منذ طفولته ورافقت نموه حتى علمت أمه أنه مختلف عن أقرانه فقررت البحث ومعرفة السبب في تأخره بالمشي وتأخر الكلام فاستشارت أولا أختها “هدى جربوع” وهي من أوائل من عملوا في مجال الأبحاث حول الإعاقات وتمكينهم ومناصرتهم، مما أتاح للعائلة الفرصة للتعرف على أهم المعلومات والطرق التي ساعدت في دمجه في المجتمع، لتصل للطريقة الصحيحة ومساعدته.
السيدة وثقت أن لدى ابنها مهارة ما يمكن أن ينجح بها، وسارت ووالده مع ميوله للموسيقى، وتجاوز معها صعوبات التعلم التي منعته من الحصول على شهادة أكاديمية، لكنه اكتسب مهارة عزف لآلة الأورغ والناي وقبلهما الإيقاع.
“عمار” كان يجمع أواني المطبخ، ويصدر منها أصواتاً بإيقاع جميل ومتوازن، حسب والدته وهذا كشف للأهل مؤهلات فطرية مكنته من التعامل مع الآلات الموسيقية بفعالية أكبر ومتعة كبيرة منذ المرحلة الابتدائية، والبداية كانت مع معلمة الموسيقى في المرحلة الابتدائية التي أعطته الاهتمام اللازم، تمكن بعدها الشاب من المتابعة مع مدرسين ومعاهد لإتقان العزف وتابع حتى الوصول إلى “معهد فريد الأطرش” المتخصص برعاية مواهب الشباب.

وأضافت: «محاولات التعامل مع النوتة وحفظ الحركات و إعادتها والحفظ وجد فيها صعوبة كبيرة، وكان الاعتماد على موهبته الفطرية بالعزف السماعي، والاستفادة منها لكنه أتقن المقامات وأجاد فيها وفق مدرسيه وهذا ما يزرع بقلبي الأمل أننا مع التدريب المستمر والتعلم على آلات موسيقية جديدة، سيبقى حلم “عمار” مستمراً ليصل إلى المعهد العالي للموسيقى في “دمشق” وسيستمر في الإبداع الموسيقي رغم كل التحديات».
“اعتماد العقباني” مؤسسة نادي” الفرح” لمرضى التوحد بينت أهمية وجوده وما يقدمه من خلال المركز من معزوفات تفرح الأطفال وتشجعهم على الرقص والمرح، بينما أوضح “مجد نعيم رئيس فرقة “شمس” الموسيقية أن “عمار” شخص رائع جداً مهذب وعازف متمكن ومقاماته قوية متميز بالإيقاع ومع الناي يرسم عالماً أخر وموهبة فريدة.
اقرأ أيضاً: “إيمان طربيه”.. تعتلي المسرح بصوتها وتحلم بتأسيس فرقة لذوي الاحتياجات