على الصراف الآلي في اللاذقية.. للذكر مثل حظ 3 نساء
ساعة وربع لتقبضوا راتب بيخلص بخمس دقايق
“بعدي من هون عاملتيلي حالك مديرة الصراف، نحن أكتر منكم”، قالها لي رجل في متوسط العمر على كوة الصراف الآلي للبنك العقاري بفرعه الرئيسي باللاذقية. ليقول “الرجال” الخارجون من باب الحارة كلمتهم “نحن أولاً”، وتقرر النساء الرجوع خطوة للخلف بخنوع “المستغنيات عن علقة مع الرجال الغرباء”.
سناك سوري-رحاب تامر
رغم اضطراري للسرعة لإحضار طفلتي من نشاطها القريب من البنك العقاري. إلا أنني وجدت نفسي خاضعة تماماً لرغبة 3 نساء مُسنات طلبن المساعدة في إتمام عملية القبض، وكان عليّ الانتظار لأكثر من ثلث ساعة ريثما يحين دورهنّ. إذ كان هناك على كل كوة صفين واحد للرجال وآخر للنساء، وجرت العادة أن يتم التناوب بالعدل رجل امرأة، رجل امرأة وهكذا.
إلا أن رجلاً في منتصف العمر، قرر التمرّد فجأة بذريعة أن عدد الرجال أكبر من عدد النساء، اتهمني بأنني “مديرة الصراف من الصبح”، ثم فرض قانونه. الذي يقضي بأن تتم عمليات السحب لـ 3 رجال ثم يحين دور امرأة وهكذا حتى ينتهي الصف الذي ما إن يخرج واحد أو واحدة منه حتى يتبعهما شخصين آخرين.
بعيداً عن كوني امرأة تعرضت لانتهاك كبير على كوّة الصراف الآلي الذي من المفترض أنه راحة لنا رجالاً ونساء. فإن الجميع كان محق لذا كان السكوت أفضل ما يمكن، فماذا قد أقول لرجل ينتظر ليحصل على راتبه منذ أكثر من ساعة وربع. بينما لا يحتاج لصرفه أكثر من 5 دقائق بالحد الأعلى؟
السبب الرئيسي للزحام، هو أن الصرافات كانت خالية خلال عطلة العيد، وكثر لم يتمكنوا من الحصول على المنحة أو الراتب الشهري. كذلك تكرار عدد مرات السحب شكّل سبباً آخر.
سقف السحب من الصراف الآلي 500 ألف ليرة، لكن لا يمكن الحصول عليه دفعة واحدة، حيث نحتاج إلى استخدام البطاقة 3 مرات وتكرار الخطوات ذاتها. لأنه يجب تجزئة المبلغ إلى 200 ألف مرتين والأخيرة 100 ألف. ومع بلادة الصراف الآلي وطول مدة استجابته تأخذ العملية نحو 8 دقائق بحال كان الساحب سريعاً.
“الوضع بيبكي” قال رجل مسن ينتظر دوره وقد أنهكه الوقوف، ليرّد عليه زميله بالصف الذي يوازيه بالعمر “منيح في شمسية وإلا كانت الشمس ضربتنا”. فلتشكر الحكومة الرب، دائماً هناك من يرى نصف الكأس الملآن ويحمد الله على كل شيء.