علبة أسلاك الهاتف الحمصية.. يلي شبكنا يخلصنا!
هذه العلبة أسلوب حياة.. تختصر الكثير من تفاصيل حياتنا مع الحرب والحصار وقياصرة الداخل والخارج
سناك سوري-رحاب تامر
توضح الصورة الرئيسية أعلاه شكل علبة الهاتف بالقرب من مدرسة “عبد الفتاح النشيواتي” بحي “كرم اللوز” في محافظة “حمص”، كما أنها تختصر طريقة حياتنا الحالية مع الحرب والحصار وقياصرة الداخل والخارج، فتخيلوا مدى عمق مسؤولية أصحاب الكراسي في بلادنا حتى يحرصوا على أن نرى انعكاس حياتنا في علبة هاتف.
يقول خبر صحيفة العروبة المحلية التي نشرت الصورة، إن الأهالي يرجون المعنيين العمل على تجميع الأكبال وإغلاق العلبة منعاً للعبث بالأسلاك الهاتفية، وينتهي الخبر هنا.
كمواطنة سورية قد يخطر في بالي العديد من التساؤلات بعد رؤية هذه الصورة البعيدة جغرافياً عن محل سكني في محافظة أخرى، ربما يبدو أن الأمر لا يعنيني، لكنه “المعلاق الصحفي” كما يحب البعض أن يسميه، فرحت أتخيل مدى صعوبة حل مشكلة علبة الهاتف هذه.
اقرأ أيضاً: عماد خميس: ممتنون للمواطن والحق على الإعلام
لابدّ أنه الحصار هو من منع موظف الهاتف من التوجه للعلبة المذكورة والعمل على فك عقدها وتمليس أسلاكها وترتيبها، لربما أيضاً قلة الإيرادات المالية التي تدخل إلى خزينة الدولة كانت السبب حيث لم يحصل المسؤول المعني على ميزانية كافية لترتيب الأسلاك المتداخلة.
بماذا قد يتحجج المسؤولون أيضاً؟، ربما يكون السبب أن علبة الهاتف هذه مجهولة الانتماء تقع بين حيين كل حي تابع لمؤسسة خدمية ما، وبالتالي تبدأ مهمة تقاذف المسؤوليات، أو هو المازوت السبب يبدو أن المعنيين لا يملكون مازوت كافي لإيصالهم إلى محل تواجد العلبة.
العلبة الهاتفية التي تغني ليل نهار للجميل “عبد الحليم حافظ” “يلي شبكنا يخلصنا”، لا يبدو أن أحداً مكترث بها وبحلحلة أسلاكها وربما هي ذاتها مستمتعة بهذه الحالة العاطفية، بخلافنا نحن المواطنون السوريون الذين ترى لسان حالنا يقول، إن ما قدرنا نرتب علبة هاتف صغيرة كيف رح نقدر نواجه العقوبات والحصار “وعدينا يا شوق عدينا وعلى بر الهوى رسينا”.
اقرأ أيضاً: “اللاذقية”: القمامة تملأ الشوارع.. (قولكن العقوبات الغربية هي السبب بأنو ماعم نلم زبالتنا)!