بقيت جدة الفنان الراحل “عصام سليمان” تقطن في داخله ومحور تشكيل شخصيته المميزة، جدته “عصفورة” الاسم الذي شهرها في قريتها “الكفرون” كانت ذات شخصية متفردة يحبها الجميع، فما كان “بهلول” إلا نسخة عنها في الشكل والمضمون، حمل جيناتها المتعلقة بخفة الظل، والأسلوب اللطيف وقدمها على الشاشة لينال المحبة ذاتها في وقت قصير.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
لم يكن “بهلول” فناناً، بل كان يجسد حقيقة “عصفورة” في أسلوبها، تصرفاتها التي كنا نراها فيه، كما قال شقيقه “إسماعيل سليمان”، لـ”سناك سوري”، وأضاف أن شقيقه الراحل كان مثالاً للإنسان البسيط الذي لم يترك بيئته ولم تستطع مغريات الحياة سحبه نحوها.
اقرأ أيضاً: عبد المنعم عمايري: تجسيد شخصية جورج وسوف بتجيب أجل الممثل
من هو الفنان “عصام سليمان” أو “بهلول”:
بداية مع لقب البهلول الذي تم إطلاقه عليه تيمناً بالشخصية التاريخية التي تحمل ذات الاسم، من قبل الكاتب “محمد الزرزوي” الذي كان مساعد أول في المسرح العسكري مكان خدمة “سليمان” حينها، وذلك بعد عرضه لعمل الأول أوبريت “نبع الريحان” الذي صوّر لصالح التلفزيون السوري في عام 1975.
أمضى خدمته العسكرية في رحاب المسرح العسكري التابع للإدارة السياسية، وتم توظيفه فيه كمدني بعد إنهاء خدمته العسكرية، ساعدته طريقة طرحه للنكتة وحس الفكاهة كما صوته في إثبات نفسه، فقدم إضافة إلى “نبع الريحان” ، عمل “عرس التحدي” بمشاركة الفنان الراحل “وديع الصافي”، والفنانة “سميرة توفيق”.
كيف اختُزل الوطن في نظر “بهلول” عند قدمي أنثى؟
يروي شقيق الراحل “إسماعيل سليمان” لسناك سوري حقيقة هذه العبارة، ففي الثالث من نيسان 1992خلال مقابلة تلفزيونية مع الراحل على قناة “أبو ظبي” في برنامج “يوم جمعة إجازة سعيدة” المباشر، وجه له المذيع السؤال التالي “أنت نجم في الوطن العربي أذهلت البشر، لانعرف عن تاريخك إلا عمل “البهلول” وفي الفترة الأخيرة عُرِض مسلسل “القبضاي بهلول”، من أين بدأ البهلول وكيف صنع نجوميته؟.
فكان جواب “البهلول” أنه أثناء خدمته العسكرية في المسرح العسكري وتوظيفه فيه لاحقاً ليصبح فنان رغم عدم إيمانه بهذا المصطلح لما له من أبعاد، وأضاف أن الفنان في سوريا يعني أن تكون رهين لشلة معينة أو جهة محددة وأنه ابن بيئة بسيطة وابن قرية لم يستطع الاندماج فيه، وتابع حديثه بأنه أعطى جنود الوطن ما يعني أنه أعطى الوطن بأكمله عندما أضحك جنوده وأطربهم خلال جولات المسرح العسكري على جبهات القطر، إلا أن الوطن لم يكافئه ولم يعطه الفرصة وفي حال قدومها كان هناك من يقف في طريقها.
قال أخوه “سليمان” أن “بهلول” تحدث للمذيع عن تفاصيل قصته مع جارته التي أنتجت له عمل “البهلول”، التي تعمل كتاجرة عطورات بين “دمشق” و”دبي” وتدعي “شريهان”، وسألته ما المطلوب لكي ينال “بهلول” حقه، فأجابها أنه بحاجة منتج لعمله المكتوب منذ قرابة ال6 أعوام من قبل الكاتب “فوزي عوض الدبعي”، وأن تكلفة إنتاجه تبلغ 5 مليون ليرة سورية، متابعا “بهلول”حديثه أن الوطن لم يعطه حقه ولكن أعطته حقه امرأة شعر حينها أن الوطن اختزل تحت قدميها، وأن عمله الثاني “القبضاي بهلول” كان أيضا عن طريق السيد “خالد حسيب سعد” صاحب فندق “كلاريج” في “دبي”، وفندق “سميراميس” في “دمشق” كان قد تعرف عليه أثناء زيارته لأخيه وبلغت كلفة العمل حينها 8 مليون ليرة سورية.
اقرأ أيضاً: سمر سامي: اشتريت مزرعة في حمص والحرب منعتني تذوق زيتها
لا علاقة للفنان “جورج وسوف” بعلاج “بهلول
قال “سليمان” شقيق الراحل لسناك سوري أن كل ما يكتب على الانترنت بخصوص تكفل الفنان “جورج وسوف” بعلاج شقيقه، عارٍ عن الصحة، فبعد اكتشاف إصابته بمرض “سرطان الرئة” وبدء العلاج كان ثمن أول 7 إبر كيماوية على حساب عائلته، ليتم الاجتماع بعدها مع مدير صحة طرطوس “محي الدين السيد” الذي أصدر أمراً بمنح كل حقن الكيماوي للفنان الراحل مجاناً.
4000 طفل في جنازته
“أصدق شي بحياته وفاته وجنازته” تابع “سليمان حديثه عن أخيه الراحل، فقد حضرها قرابة 4000 طفل وتشهد مدينة “طرطوس” على الحادثة عام 2002، وكانوا جميعهم يغنون أغنية بهلول ” يقطع عمرك شو غليظة يلي اسمك لويزا”، إضافة للكبار من نساء ورجال.
يعود أصل الفنان الراحل “عصام سليمان” المشهور بلقب “بهلول” إلى قرية “بيت ناعسة التي تبعد مدينة “صافيتا” 3 كم في محافظة طرطوس، من مواليد مدينة “حمص 17/ تشرين الأول /1953، شارك في العديد من الاعمال التي ميزته ضمن شخصية معينة أحبها كل من تابعها نذكر منها “البناء22″، “بهلول”، “القبضاي بهلول”، “عيلة سبع نجوم” وغيرها، وتوفي بعام 2002 جراء المرض وهو يبلغ من العمر 54 عاماً.
