عربة سامر طراد لا تبيع الجَّاي في دير الزور
سامر طراد بائع المشروبات غير التقليدية في دير الزور
في زاوية تتوسط بين شارعي سينما فؤاد وستة إلا ربع في دير الزور يضع الشاب “سامر الطراد” 25 عاماً عربة المشروبات المتنقلة غير التقليدية والتي لا تبيع الشاي (الجَّاي).
سناك سوري-عائشة الجاسم
أينما ذهبت في مقاهي دير الزور فستجد المشروبات التقليدية الأكثر شعبية في المحافظة الواقعة شرق سوريا على ضفاف نهر الفرات. حيث تعد الشاي أو كما تلفظ محلياً بـ “الجّاي” أكثر المشروبات انتشاراً هناك.
إلا أن “سامر” بحث عمّا هو غير تقليدي وأدخل جملة من المشروبات الغربية إلى أسواق “دير الزور” التي وجدها تفتقد لها. فالسوق المحلية بحسب مارصده لم يكن فيها أي من المشروبات التي ليست جزءاً من ثقافة الأهالي فقرر إدخال البلو هاواي، والسبانيش لاتيه، والآيس تي وغيرها.
يقول” سامر” لـ”سناك سوري” إنه بدأ بتجريب خلطات جديدة مثل إضافة الحليب والنستلة إلى الأكسبريسو. والتي يرى فيها السبب بنجاح المشروع كونها جذبت العديد من الزبائن خصوصاً جيل الشباب. مشيراً إلى أهمية المخاطرة والمغامرة في التجارة لكن المهم قبلها دراسة السوق واحتياجاته والبناء عليها.
الصعوبات.. عادات وتقاليد عمل الشباب في سوريا
واجه الشاب العديد من الصعوبات التي تعتبر بمثابة “عادات وتقاليد” في بلدنا، فكان تأمين الغاز شتاءً، وتأمين الثلج صيفاً أبرز التحديات. التي استطاع حلّها بتوفير آلة خاصة لصنع الثلج.
التحدي الآخر كان توافر المواد الرئيسية ومستلزمات إعداد المشروبات والعصائر. ليلجأ إلى محافظات أخرى بحثاً عنها كما في دمشق وحلب، وهو ما كلّفه المزيد من الأموال.
إقبال من الشابات
في البداية كان هدف “سامر الطراد” استقطاب الشباب الذكور في دير الزور. لكنه سرعان ما أدرك وجود رغبة كبيرة لدى الفتيات الشابات بتجريب أنواع المشروبات الجديدة. وهو ما جعله يهتم أكثر بهذه الناحية وأعاد التفكير بتقديم أنواع جديدة وأشكالاً مختلفة بحيث تكون مناسبة للجنسين.
لم يستطع سامر استكمال دراسته لظروف خاصة، كما قال لـ”سناك سوري”، إلا أنه اتخذ قراره في سن مبكرة من حياته. ليخوض غمار العمل الحر. وقاده شغفه إلى الإنترنت وهناك بحث عن أفكار يمكن أن يطبقها في عمله.
دعم الأصدقاء
يقول “سامر” إن مشروعه لم يكن لينجح ربما، لولا الدعم الكبير الذي تلقاه من أصدقائه “محمد” و”اسماعيل” و”محمد” (اثنين من أصدقائه اسمهما محمد). معرباً عن فخره وامتنانه لفريقه الذي يعتبره العمود الفقري لمشروعه.
“محمد الزرزور”، أحد اصدقاء وشركاء “سامر”، يرى في مشروعهم الصغير نموذجاً عن العمل والاجتهاد وعدم الاستسلام للتحديات.
وعن خلاصة التجربة يقول “الزرزور” هناك الكثير من الأفكار التي يمكن ايجادها خارج الصندوق. فالتجارة لا تطلب دائماً أفكاراً معقدة تحتاج لرأس مال كبير. فهناك أفكار بسيطة بتكلفة قليلة يمكن الاعتماد عليها.
هذا وتعد المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر الأكثر إقبالاً بالنسبة للشباب في سوريا خلال هذه المرحلة. ويقوم بعضها على مهن وحرف يدوية وبعضها على تجارة صغيرة وكثير منها يتطور وينمو تدريجياً. لكن يشترك الجميع بصعوبات تأمين المواد الأولية للعمل وتوفر الطاقة الكهربائية والوقود.
يذكر أن أسواق دير الزور كانت قد تضررت كثيراً خلال سنوات الحرب الطويلة التي امتدت فيها لقرابة 10 سنوات. بينما بدأت تستعيد نشاطها في العام 2021 حين أُعيد تأهيل وافتتاح شارع سينما فؤاد الذي يعد أحد أهم وأشهر أسواق دير الزور.
إشراف: داليا عبد الكريم