عبد المجيد منجونة.. نهاية رحلة مُعارض من الوزارة إلى السجن
“محمد عبد المجيد منجونة” محامٍ سوري ناصري رفض العنف والتدخل الخارجي
سناك سوري _حلب
توفي اليوم المحامي السوري المعارض “محمد عبد المجيد منجونة” في “حلب” عن عمر يناهز 83 عاماً.
ونعى “منجونة” عدد من أقاربه وناشطين معارضين وصفوه بالمناضل في سبيل الحرية والوحدة العربية، حيث كان “منجونة” منذ شبابه ناشطاً سياسياً انضم إلى حزب “الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي”.
وامتلك “منجونة” تجربة مع السجون منذ عهد “الشيشكلي” في الخمسينيات وحكم “البعث” في النصف الثاني من الستينيات بسبب نشاطه السياسي والنقابي، حيث عرّفَ “منجونة” عن نفسه في إحدى اللقاءات الصحفية أنه محامٍ ناصريّ المنهج وقد تدرّج في حزبه حتى وصل إلى منصب الأمين العام المساعد إضافة إلى كونه عضواً في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة.
انضم “حزب الاتحاد الاشتراكي” مطلع السبعينيات إلى “الجبهة الوطنية التقدمية” التي تضم تحالفاً واسعاً لعدة أحزاب بقيادة حزب “البعث” الحاكم، الأمر الذي أوصل “منجونة” إلى منصب وزير دولة في حكومة حزب البعث برئاسة “محمود الأيوبي” المشكّلة أواخر عام 1972.
اقرأ أيضاً :ابنة “الطيب تيزيني” تروي اللحظات الأخيرة قبل رحيله
إلا أنه تخلّى عن الوزارة مع انسحاب حزبه من “الجبهة” والانتقال إلى صفوف المعارضة، وتجددت تجربته مع السجن في الفترة بين 1980 و1990 بسبب نشاطه في إضرابات نقابات المهن العلمية، لكن ذلك لم يغيّر موقفه تجاه العمل السياسي فاستمر بعد خروجه من السجن بمتابعة نشاطه.
كان “منجونة” واحداً من الأسماء البارزة عام 2001 في منتديات “ربيع دمشق” والموقّعين على إعلان “دمشق-بيروت” وكان عضواً في اللجنة المؤقتة لـ”إعلان دمشق” حينها، كما أسس في “حلب” منتدى “عبد الرحمن الكواكبي” الذي أغلق لاحقاً أواخر 2002 كمعظم المنتديات غير المرخصة آنذاك.
في بداية الأزمة السورية عام 2011 أصبح حزب “الاتحاد الاشتراكي” واحداً من مكوّنات “هيئة التنسيق” المعارضة في الداخل السوري، وأبدى “منجونة” موقفاً مؤيداً للتظاهرات المعارضة في أكثر من ظهور إعلامي عبر المحطات الفضائية.
“منجونة” التزم بموقف رافض للعنف والتدخل الخارجي، ودعا للحل السياسي عبر الطرق السلمية، كما وجّه في أكثر من مناسبة اتهاماته لـ”الائتلاف المعارض” بالتبعية للخارج، ورفض ما كانت تروّج له بعض الأطراف الإقليمية من أن “الائتلاف” المعارض هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.
أمضى “منجونة” سنوات حياته الأخيرة في “حلب” على الرغم مما تعرّضت له المدينة وعاشته من ويلات الحرب، وأظهر إخلاصاً للمبادئ التي آمن بها رغم المتغيرات والتقلبات التي عصفت بالبلاد ليغادر الدنيا اليوم حاملاً ذكريات صاخبة عن العمل السياسي على مدار عقود.
اقرأ أيضاً :كاتب سوري: ربيع دمشق أصبح ذكرى لخيبة أمل