إقرأ أيضاالرئيسيةقد يهمكيوميات مواطن

طلع منها مثل الشعرة من العجين

سناك سوري – خاص

صادر موظف التموين شحنة دجاج مستورد ليس فيها بيان جمركي وذهب بها إلى مقر المديرية حيث وضعها في المستودع وهرع إلى مديره ليخبره بذلك، وفي الطريق وجد المدير ومعه قاضي المدينة.

تحمس الموظف لوجود القاضي وأراد أن يظهر أمامه بمظهر البطل فأسرع إليهما ليخبر عن مصادرته الثمينة، وعندما وصل أبلغهما بالأمر وقال:«إن سائق الشحنة ادعى وجود “بيان” وأنا لم أصدقه وصادرتها».

بلع القاضي ريقه عندما سمع خبر الشحنة وتذكر أن عرس ابنته بعد يومين وهو يريد أن يُكْرَمَ المعازيم، فسارع لسؤال مدير التموين عن مصير الشحنة، وقال له:«أعطني إياها».

سُعِدَ المديرُ برشوة القاضي لكنه أراد أن يُظهر له بعض الصعوبة فيها، فقال:«وإذا فرضنا وجاء صاحب الشحنة ومعه البيان الجمركي، ماذا أفعل»؟.

رد عليه القاضي:«أحضره وتعال معه إلى مكتبي وما عليك بالأمر»، ومن ثم أخذ القاضي الشحنة وذهب بينما كانت عصفورة سناك سوري تراقب مايحدث عن قرب.

جاء صاحب شحنة الدجاج بعد ساعة من رحيل القاضي، فقال له المدير:«لقد طارت دجاجاتك»، رد عليه الرجل:«وكيف تطير وهي ميتة، بدي اشتكي عليك عند القاضي مشي معي».

ذهب المدير معه إلى القاضي لكن بشرط أن يمرا بطريقهما للقيام بعمل هام، وكل ذلك بمرافقة عصفورة سناك سوري.

قبل فترة كان المدير قد وُضِعَ تحت المراقبة من قبل جمعية “شيوعية” تحارب الفساد، فذهب إلى الشيوعي المكلف مراقبته ووضع إصبعه في عينه وقال له:«هذا لكي تتعلم كيف تتجرأ على مراقبتي».

اجتمع الناس عليه وأخذوه إلى القاضي الذي كان ذاهباً إليه أصلاً وفي الطريق قال لهم:«لدي طلب أخير قبل أن أذهب إلى القاضي فقط اسمحوا لي أن أودع زوجتي فقبلوا معه».

المدير لم يذهب إلى زوجته وإنما ذهب إلى البناء الذي يسكنه موظف ينافسه على كرسيه وعندما وصل إلى الأسطوح اتصل به وطلب منه ملاقاته عند مدخل المبنى وعندما وقف الرجل أمام المدخل قفز من الأعلى فوق رأسه فقتله.

زاد غضب الناس عليه وأمسكوا به غير مفلتين، وجروه إلى القاضي يرافقه صاحب الشحنة والشيوعي وابن الموظف وعصفورة سناك سوري.

عندما رآه القاضي تذكر على الفور حكاية الدجاج وضحك، ظناً منه أن هذه القضية، وعندما علم بباقي الحوادث وضع أيديه فوق رأسه ومن ثم على خده ونظر نظرة الثعلب ثم طلب من حاجبه أن يُدخِلَهم إلى مكتبه بشكل منفصل، كل قضية لوحدها.

دخل صاحب الشحنة وقال للقاضي:«لقد سرق هذا المدير شحنة الدجاج خاصتي وهي مذبوحة ويقول لي إنها طارت، هل يعقل ذلك يا سيدي؟».

رد القاضي عليه:«هل تؤمن بالله»، فأجاب نعم، فتابع القاضي قائلاً:«سبحان من يحيي العظام وهي رميم … اذهب ليس لك شيء عنده».

أدخلوا القضية الثانية:

قال الشيوعي:«هذا المدير الفاسد فقأ عيني، فقال القاضي للشيوعي (الذي ينظر له كملحد):«العين بالعين و السن بالسن، لكن دية المسلم لأهل الذمة النصف …! أي أن نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عيناً واحدة للمسلم».

فقال الشيوعي:«لا لا أنا أتنازل عن الادعاء عليه».

أدخلوا القضية الثالثة:

جاء ابن الموظف المنافس الذي توفي و قال:«هذا الرجل قفز على والدي، من فوق المنزل و قتله …!»

قال القاضي :«اذهبوا بالمتهم الى نفس المكان، واصعد أنت فوق المنارة واقفز عليه مثلما فعل مع والدك».

رد ابن الضحية:«لكن يا سيادة القاضي إذا ما تحرك هو يميناً أو يساراً، يمكن أن أموت أنا».

قال القاضي:«والله هذه ليست مشكلتي، لماذا لم يتحرك والدك يميناً او يساراً؟».

رد الشاب:«حسبي الله ونعم الوكيل، أنا أسامحه بحقي سيدي القاضي».

وبعد ذلك عاد المدير إلى مكتبه وقد خرج مثل الشعرة من العجين وقضى على الرقابة والمنافسة، وذهب القاضي إلى عرس ابنته ووجهه أبيض أمام المعازيم.

يقولون إنها من قصص ألف ليلة وليلة، لكن عصفورة سناك سوري تقول إنها أقرب من واقعنا أكثر من قربها إلى ألف ليلة وليلة.

ألف ليلة ولية – تحرير سناك سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى