الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

طلاب وخريجو الإعلام على السوشيل ميديا.. ناشطون أم إعلاميون؟

السوشيل ميديا بديل الصحفيين/ات الشباب عن سنوات الخبرة وتعقيدات العمل

في اللحظة التي يتخرج فيها طالب كلية الإعلام في سوريا ربما يكون لديه الكثير من الأحلام المهنية التي تصطدم بسنوات الخبرة وقلة وسائل الإعلام في البلاد. فلا يجد كثير من خريجي الإعلام سوى السوشيل ميديا أمامهم كبديل يحصلون الخبرة من خلال ويسعون لتوفير الدخل.

سناك سوري-تيماء يوسف

ينشط المئات من طلاب وخريجي كلية الإعلام في سوريا على السوشيل ميديا بأشكال مختلفة وينشرون المحتوى الذي يصنعونه بالصوت والصورة والنص…إلخ.

وتشكل السوشيل ميديا بالنسبة لهم وجهة يطلقون عليها وصف “الإعلام البديل”، فهي تمثل بديلاً عن وسائل الإعلام التقليدية التي لا يجدون فيها فرص عمل. أو لا يجدونها إلا ما قل وندر في سوريا. وإذا وجِدت فتتطلب سنوات من الخبرة والمعرفة لا يمكن تحقيقها إلا بالتجريب والعمل.

جود أطلق شبكة أخبار يعمل على تطويرها

“جود دقماق 24” طالب سنة رابعة في كلية الإعلام توجه من الآن للتأسيس على السوشيل ميديا عبر إطلاق شبكة أخبار ويعمل على تطويرها تدريجياً. مستفيداً من توجه الجمهور نحو وسائل التواصل الاجتماعي وسرعتها في نشر الأخبار.

بالمقابل سرعة الحصول على المعلومة من وسائل التواصل الاجتماعي لا تعني أنها معلومة صحيحة. وبالتالي يكون دور الصحفيين على السوشييل ميديا مهماً في الحفاظ على أخلاقيات مهنة الصحافة والتأكد من مصادر المعلومات والإشارة لها. وكسب ثقة الجمهور بالمهنية بحسب “دقماق”.

ملهم حصل على فرصة عمل من السوشيل ميديا

ملهم حموي حصل على فرصة عمل من السوشيل ميديا

من خلال العمل والنشر على السوشيل ميديا يحقق الصحفيون/ات بعضاً من الخبرة المحفوفة بالمخاطر وغياب الإشراف والمتابعة المهنية. لكن من خلال عملهم هذا يصنعون أرشيفاً يمكنهم مشاركته مع وسائل الإعلام حين التقدم للتوظيف واعتباره “سنوات خبرة”.

نجح خريج الإعلام “ملهم حموي” 26 عاماً، ويعمل كمصور فوتوغرافي بالحصول على فرصة عمل في إحدى المؤسسات الإعلامية. من خلال عرض صوره على وسائل التواصل الاجتماعي التي وجد فيها المساحة الكاملة لتسويق أعماله ما ساهم بإغناء سيرته الذاتية.

يسر طوّرت خبرتها عبر السوشيل ميديا

تنشر طالبة السنة الثانية بكلية الإعلام، “يسر حجار” 25 عاماً، محتوى مرئي ومكتوب في صفحتها على منصات التواصل الاجتماعي. وتقول لـ”سناك سوري”، إن تجربتها تلك ساعدتها على تطوير خبرتها من خلال البحث الدائم عن كلمات مفتاحية لمحتواها.

تدرك الشابة التي تعيش في مدينة طرطوس، أن الحفاظ على أخلاقيات المهنة ومتانة المحتوى أمر هام. وتبتعد عن نشر محتوى الآخرين أو إثارة التنمر والانتقادات الجارحة التي يتبعها العديد من مؤثري وسائل التواصل.

السوشيل ميديا مصدر دخل لـ خريجي الإعلام

لكن البعض لا يعملون على السوشيل ميديا من أجل سنوات الخبرة فقط بل من أجل تحويلها لمصدر دخل بالنسبة لهم. إلا أنهم يواجهون مشكلات مباشرة متمثلة في أنهم “يعيشون في سوريا”. فقد فرضت العقوبات حظراً على “سوريا” في فيسبوك مثلاً وبالتالي لا يمكنهم تحقيق ربح من خلال هذه المنصة بينما يستطيع نظراؤهم في دبي مثلاً تحقيق الربح من نفس المحتوى الذي ينشروه.

يجد الصحفيون/ات الشباب بعض الحلول لهذه المشكلة مثل استخدام البروكسي والاستعانة بأشخاص مقيمين خارج سوريا للنشر وتوفير حسابات بنكية. لكن لا يتوفق جميعهم في تحقيق هذه الشروط ومن يتمكنون منها يكون عملهم محاطاً بالمخاطر وامكانية حظر صفحاتهم بأي لحظة.

في حين يفتح بعضهم صفحاته للإعلانات أيضاً كبديل محلي يوفر دخل أيضاً، لكن كل ذلك يتطلب شروطاً من نوع عدد المعجبين والمتابعين. عدد الزوار للصحفة ونجاحها في تقديم محتوى جيد وتراكمي.إلخ.

الصحفيون السوريون يواجهون مشكلات مباشرة متمثلة في أنهم “يعيشون في سوريا”. فقد فرضت العقوبات حظراً على “سوريا” في فيسبوك مثلاً وبالتالي لا يمكنهم تحقيق ربح من خلال هذه المنصة

مزايا لا توفرها المؤسسات الإعلامية التّقليدية

يصف الإعلامي “حسين الإبراهيم” المختص بالمجال الرقمي، السوشيل ميديا بأنها منصة للإبداع وابتكار المحتوى الإعلامي. ويضيف لـ”سناك سوري” أنها ساعدت خريجي الإعلام بإيصال رسالتهم بشكل أسرع وأكثر فعالية مقارنة بالوسائل التقليدية. كذلك مكنتهم من التعبير عن آرائهم بشكل مستقل دون تدخل المؤسسات الإعلامية التقليدية.

من ناحية أخرى، فإن لوسائل التواصل، دور كبير في مساعدة الخريجين لاكتساب الخبرة التي يتطلبها العمل في المؤسسات الإعلامية. مثل بناء العلامة الشخصية، وتطوير مهاراتهم عبر الممارسة ومتابعة المحتوى الإعلامي. أيضاً توسيع شبكة علاقات تعاونية تساعدهم في الحصول على فرص عمل جديدة، وفق “الإبراهيم”.

وتوفر السوشيل ميديا للصحفيين والصحفيات الكثير من المزايا التي لا تقدمها باقي الأنواع. خصوصاً لناحية قلة الرقابة، كذلك سهولة الوصول، وتنوع المحتوى الذي يمكن للصحفيين تقديمه مثل الفيديو والمواد المكتوبة وغيرها.

وأنتم ما رأيكم بعمل الصحفيين/ات وطلاب الإعلام في سوريا على السوشيل ميديا؟

زمالة سناك سوري 2024.

إشراف داليا عبد الكريم

زر الذهاب إلى الأعلى