طلاب جامعيون يعملون بثلاث مهن لتأمين مصاريف دراستهم
إيهاب طالب معلوماتية يعمل بتعقيب المعاملات وتمّام طالب هندسة بترول يعمل بثلاث مهن

ترتمي “روز” 23 عاماً فوق سريرها آخر النهار من التعب، نتيجة مزاولتها لعملين لتستطيع تأمين مستلزماتها وتكاليف دراستها الجامعية.
سناك سوري-رهان حبيب
روز وهي طالبة معلوماتية سنة ثالثة من السويداء، تعلمت مهارة صناعة وتصميم الورود للزينة كما تعمل بمجال تصميم الجرافيك. تقول لـ”سناك سوري”، إنها لا تحصل سوى على ساعات قليلة للنوم تحاول من خلالها تجديد طاقتها لعمل اليوم التالي.
زميلها “إيهاب” 21 عاماً طالب معلوماتية سنة ثانية في الجامعة الافتراضية يعيش ظروفاً مشابهة. إذ أن الشاب يعمل بمجال تعقيب المعاملات منذ سنتين، ويعتبره مناسباً لتأمين أقساط جامعته وتأمين دخل جيد لاحتياجاته.
إيهاب طالب معلوماتية: أعمل بتعقيب المعاملات وهو عمل جيد لما بعد التخرج بحال لم أوفق بعمل مناسب أو فرصة سفر
كما أن العمل بتعقيب المعاملات صباحي فقط وبالتالي فهو مناسب لظروف دراسته. كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري” إنها مهنة جيدة. تؤهله للعمل بعد التخرج بحال لم يوفّق بعمل مناسب أو فرصة سفر.
أما “حلا ناصر” 18 عاماً من قرية “شقا”، لم تنتظر دخول الجامعة لتبدأ العمل. إذ انطلقت بمهنة التسويق الإلكتروني منذ 10 أشهر. حيث تعرض الألبسة وتبيعها مقابل ربح وصفته بالجيد.
تقول “حلا” إنها بدأت العمل مبكراً لتحضر نفسها لدراسة المرحلة الجامعية معنوياً ومادياً. وتضيف: «أنتقل للمدينة عدة مرات في الأسبوع. أستلم البضاعة وأوصلها باليد لزبونة وفي أحيان يتم الشحن باسم الزبونة وتقوم باستلامها. وأتوقع أنني رغم التعب نجحت في إنجازه مع دراستي».
بائع ومتطوع
في حين يتابع “كريم” 22 عاماً طالب تجارة واقتصاد عملين الأول بائع في محل تجاري صباحي مسائي. إلى جانب متابعة عمل تطوعي مع بدلات نقل لصالح الهلال الأحمر.
طالب التجارة والاقتصاد يعمل لساعات طويلة يحتاجها للدراسة. ما يجعله مضطراً للتعويض في ساعات الليل واختصار أوقات الراحة ولقاء الأهل والأصدقاء للحدود الدنيا. ويضيف أن العمل “يساعد على كسب مهارة قبل السفر”.
تمام طالب سنة رابعة هندسة بترول يعمل بثلاثة أعمال إلى جانب دراسته وينتظر التخرج والسفر
بدوره “تمام” طالب سنة رابعة هندسة بترول في جامعة خاصة، يرى أن الحصول على دخل أمر مهم جداً. فلو تمكن الأهل من تحمل أقساط الجامعة فعليه العمل لتأمين مصاريفه الشخصية، لذا فإنه يعمل بعدة أعمال أولها بائع في محل كهربائيات. وآخر بالقطعة في مجال تصميم الإعلانات إضافة إلى التصوير مع أحد الاستوديوهات، وهي أعمال يقول إنه سيستمر بمزاولتها حتى يتخرج ويحصل على فرصة سفر.
وتخشى “ماسة” 24 عاما أن تفقد تسجيلها في جامعة تشرين والذي أوقفته لعجزها عن الإيفاء بمصاريف الدراسة. كون عملها كبائعة في محل ألبسة لا يتيح لها دخلاً كافياً لمصاريف الدراسة.
http://https://www.youtube.com/watch?v=kBB5zZ_q-Oc&t=5s
بعد تعامل طويل مع طلاب يعملون في متاجره المخصصة للألبسة النسائية والحقائب، يقول “معين أبو صعب” أن التعامل مع الطالب الجامعي في الغالب أفضل. كون الطلاب ملتزمون لديهم هدف لكن يعز عليه أن هناك طلاب لم تتوفر لهم فرص مناسبة ويتمنى أن يقدم المجتمع الأهلي فرصة لتنظيم عمل الطلاب.
ويقترح “أبو صعب”، أن تتكفل جهة ما بجمع طلبات أصحاب الفعاليات الاقتصادية للموظفين. وإحصاء عدد الطلاب الراغبين بالعمل، ومن ثم يتم تنسيق العمل والفرص للطلاب بحسب اختصاصاتهم.
يذكر أن الدراسة في سوريا ورغم أنها مجانية، إلا أن تكاليفها عالية خصوصاً مصاريف النقل والاحتياجات اليومية للطلاب خلال دوامهم الجامعي الطويل. ما يجعل العمل مع الدراسة ضرورة لكثير من الطلاب.
ومن الواضح أن غالبية الشباب الجامعي يبحث عن فرصة سفر بعد التخرج. ونظراً لظروف اضطرارهم للعمل بأكثر من مهنة إلى جانب دراستهم، بالإمكان فهم هذه الرغبة الملحة لديهم للسفر بعد التخرج.