انتقادات للمصور على أسلوب حواره معها … وليس على تصويرها وتسليط الضوء على هذه الظاهرة
سناك سوري-رحاب تامر
«أمي ميتة وأبوي بالسجن»، قالتها تلك الطفلة المرمية على جنبات نهر “بردى” في “دمشق” وهي في حالة تخدير تام جراء استنشاقها “الشعلة”، قبل أن ترمي نفسها هرباً من الشخص الذي كان يصورها.
الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع للطفلة السورية على جنبات “بردى”، صوره أحد الأشخاص بطريقة تشوبها الكثير من العيوب لكنه سلط الضوء على هذه الظاهرة التي تصر وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل على تقاذف التهمة والمسؤوليات حولها بينما تستمر مخاطرها بالجثو على صدور أولئك الأطفال الذين فقدوا طفولتهم بين الشوارع والتشرد.
يقترب منها المصور ليسألها ماذا تفعلين، ترد عليه وهي تمسك كيس يحوي شعلة بشغف كبير كأنما هو “لعبتها الباربي”، ومتهالكة بفعل مخدر “الشعلة” ببضع كلمات لا تستطيع فهمها سوى حين تقول إن أمها ميتة ووالدها في السجن، هذا النموذج من الأطفال في ظل غياب المسؤوليات الاجتماعية والحكومية يصبح فريسة سهلة للشارع بكل ما تحويه هذه الكلمة من “رعب”.
في لحظة ما تظهر الطفلة في نهر “بردى” وسط “دمشق” (وكأنها وقعت، فالفيديو لايظهر طريقة وصولها لمجرى النهر)، بملابسها الخفيفة ومياهه الباردة تبدأ الطفلة بالصراخ والبكاء في مشهد يبكي الروح لمن يمتلكها فقط، بينما تجمع حولها بعض الناس والغالبية كانت تجيء وتذهب دونما اكتراث بما يجري، الشرطة وفريق رصد المتسولين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية لم يصادف مرورهما بالمكان فغيابهما مبرر انطلاقاً من المصادفة!.
يحاول الناس عبثاً انتشال الطفلة الصغيرة من براثن المياه شبه المتجمدة، لا حبل، و”قشاط” البنطلون لم يفِ بالغرض، وحده عكاز عسكري مصاب حرب تواجد صدفة تمكن من انتشالها من ذلك البرد القارس، ثم خيم الظلام على المشهد، ليس ظلام الليل هو ظلام انتهاء التصوير وتوقف الفيديو عند هذا الحد.
طريقة تصوير “الطفلة” كانت موضع انتقاد مختصين ومهنيين حيث أن “المصور” لم يموه وجهها، ولم يلعب دوراً إنسانياً في مساعدتها والاتصال بالجهات المعنية، بل راح يصرخ عليها ويسألها أشبه كأنها في تحقيق، رغم خطورة المكان الذي كانت تجلس فيه.
هذا الحادثة وإن كانت تسلط الضوء على موضوع شم الشعلة، فإنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على حاجة العاملين في الإعلامي لكي يكونوا مهيئين للتعامل مع هذه الحالات.
اقرأ أيضاً: “سوريا”.. الأطفال يشمون الشعلة ووزارتا الصحة والشؤون تتقاذفان التهم!