
سلك معدني في مصاصة الأطفال.. من يحمي أطفالنا من الفساد والاستهتار؟
سناك سوري-طرطوس
«هل هي فضيحة صناعية، أم جريمة بحق الطفولة أم أزمة أخلاق عامة؟»، بهذا التساؤل بدأ الصحفي “عبدالله علي” سرد تفاصيل الحادثة التي تعرض لها ولده الصغير، حيث قام الأب بشراء “مصاصة أطفال” لابنه من أحد المحلات في مدينة “طرطوس” من دون أن يذكر اسم المحل، ليصرخ الطفل بعد قليل، متألماً، وعندما انتبه الوالد لولده وجد سلكاً معدنياً رفيعاً وصلباً، في “المصاصة”، فيما بدا أن رأس السلك قد دخل في لثة الطفل الصغير مسبباً له الألم.
“علي” استغرب بشدة من الدرجة التي وصل إليها الاستهتار بصحة الأطفال مضيفاً: «بدت المصاصة بعد تكسيرها كأنها مجبولة من خليط غريب تعافه النفس، فكيف مع وجود سلك معدني كاف لتهديد حياة أي طفل لا سمح الله لو ابتلعه بطريقة أو أخرى».
واعتبر الوالد المنشور على صفحته الشخصية في فيسبوك بمثابة بلاغ للجهات المعنية للتحقيق في هذا الموضوع واتخاذ الاجراءات العقابية والاحترازية بحق المسؤولين عن صناعة هذا “القرف والاجرام”، على حد تعبيره، خاتماً كلامه بالقول «على أمل أن نحيّد أطفالنا عن فسادنا».
اقرأ أيضاً: أطنان من الأغذية الفاسدة كانت في طريقها للأسواق
لا يختلف اثنان على حجم الفساد الذي طال كل القطاعات تقريباً من دون استثناء، ووصل للجهات الرقابية أيضاً، ما سمح لهذا السلك المعدني بالوصول لمصاصات الأطفال، دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه هذه الشريحة التي من المفترض أن تخضع المنتجات الموجهة لها، لرقابة مضاعفة، وخاصة أنها منتجات غذائية، ما يضع ألف علامة استفهام حول أداء الوزارات المعنية بالأمر، ويشير بشكل واضح إلى فضيحة صناعية وجريمة بحق الطفولة وأزمة أخلاق عامة.
يشار إلى أن أطفال “سوريا” عانوا كثيراً ولا يزالون من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث ازدادت نسبة الأطفال المتسولين، وارتفعت نسبة المشردين ومدمني المواد الممنوعة وخاصة مادة “الشعلة”، إضافة لظروف الفقر المدقع التي تعيشها معظم الأسر السورية، ما يعني حرمان الأطفال من أبسط حقوقهم.
اقرأ أيضاً: في “حماة” غش في الغذاء حتى القتل