الرئيسيةيوميات مواطن

طبيبة مُصابة بالكورونا: ليست وصمة عار

الدكتورة رباب شريتح تروي تفاصيل مؤثرة ومفائلة عن آلية عمل الأطباء في مواجهة الكورونا

سناك سوري-دمشق

«هدفي من المنشور هو أن لانختبئ وراء اصبعنا، أن لانخاف من إخبار الاخرين بإصابتنا، الكورونا ليس وصمة عار»، تقول الدكتورة “رباب شريتح” بداية منشورها الذي تعلن فيه إصابتها بالكورونا، داعية من خلاله المصابين عدم إخفائهم إصابتهم، بل إخبار من حولهم لاتخاذ احتياطات الأمان.

“شريتح” إحدى طبيبات محافظة “اللاذقية”، قالت إن الالتزام بالكمامة أمانة في عنق الجميع، وأضافت أنها التزمت بكل إجراءات السلامة في عيادتها، لكنها حين عادت إلى المنزل يوم الأحد 29 تشرين الثاني، شعرت بآلام في عظامها، ترافقت مع صداع شديد، وخطر في بالها الكورونا فوراً، خصوصاً أنها كانت قد شهدت معاناة من حولها من الفايروس خلال الأسبوعين الماضيين.

عملت الطبيبة بداية على محاولة تقبل تشخيصها السريع، وبدأت بتناول العلاجات المختلفة، من تناول الفيتامينات د وسي، وبدأت تبحث عن دواء يخفف ألم الصداع الشديد، تضيف: «أردت أن اقطع الشك باليقين ….ونزلت إلى المشفى لأعمل مسحة …ماذا رأيت رأيت جنود ترفع لهم القبعة، رأيت جيش يتحرك بكل مايستطيع وبكل الإمكانيات».

تروي الطبيبة تفاصيل المشهد بكثير من الحميمية، من شرحها لسماع أصوات الأنين والآهات من وراء باب الحديد، وحين يعلو صوت امرأة تسأل عن الطبيب، يدخل الأخير بلحظة مع الممرضة، تقول هنا إنها تمنت للحظة ألا تكون مريضة «فقط لأن هناك من يحتاجنا الى جانبه، في هذه الاوقات أحسست أنه لايجب أن يبقى طبيب خارج سرب المشفى …الألم ألمنا والمصاب مصابنا».

اقرأ أيضاً: صحفية في جريدة تشرين تُعلن إصابتها بفيروس كورونا

تصف الطبيبة، الممرضة التي جاءت لتجري لها المسحة بالملاك، وتضيف: «ذهبت وقلبي معهم مع الجيش الذي يعرف كيف يدير معركة الكورونا وسينجح، وعدت وآلامي ماعادت ذات قيمة أمام آلام الآخرين …وهنا نظرت إلى أدويتي وأقول حمدا لله أنني أتنفس ..حمدالله أنني أستطيع أن أتناول الدواء…وانتظرت نتيجتي وكأنني أنتظر …شهادة انتصاري على عدوي».

لم تظهر نتيجة المسحة في اليوم الثاني كما هو مقرر، فالتحاليل كثيرة، تقول الطبيبة، وتضيف: «مع ذلك التزمت الحجر في منزلي وأخبرت ممرضتي ومن حولي..ولم أحس بالعار أو الخجل وقبل أن أتاكد كنت أخبرت كل من حولي عن احتمال إصابتي ..وكنت قد حجرت نفسي عن ابنتي».

في اليوم الثالث ظهرت النتيجة وكانت إيجابية، إلا أن الطبيبة كانت تتحلى بروح عالية ولم تبدِ خوفاً أو يأساً، تقول: «كورونا اللعينة…ولكن لن تكون أقوى من رغبتي بالحياة ..ولن تكون أقوى من أملي بأن أغلبها ..وأعود إلى جانب زملائي وأساعدهم».

تختم الطبيبة “شريتح” منشورها، بالتأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، وأن الالتزام بالحجر أمانة في عنق الجميع، مطالبة إياهم بتأدية الأمانة والتزام المنزل، ودعت متابعي صفحتها إلى متابعتها في ما أسمته: “حلقات الكورونا ليست وصمة عار”.

يذكر أن التنمر الكبير الذي تمت ممارسته على بعض مصابي الكورونا في الفيسبوك والشارع، ساهم للأسف بتخوف الغالبية من التصريح عن إصابتهم بالفايروس، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على من حولهم سواء كانوا أقرباء أو جيران أو زملاء عمل، بينما تقتضي المسؤولية الاجتماعية إخبار المخالطين على الأقل كي يتخذوا التدابير اللازمة.

اقرأ أيضاً: اللاذقية: خمسينية أجرت عملية زراعة نقي عظم تهزم كورونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى