شباب ومجتمع

صناعة القش.. تراث يعود على يد شابة

“فيزا فيصل” تعيد للقش روحه وتحيي صناعته المنسية 

سناك سوري – رهان حبيب

تحاول “فيزا فيصل” من أبناء قرية “شقا” البعيدة شمال شرق مدينة “السويداء” إحياء حرفة صناعة القش الطبيعي، تعود إلى القمح كمادة أولية، بدلاً عن أعواد نايلون لا روح فيها، انتشر استخدامها مؤخراً .

تستفيد “فيصل” وهي أم لثلاثة أولاد من خبرة ورثتها عن والدتها، فتصنع قطعاً ملونة من القش، في محاولة لإحياء هذه الصناعة التراثية الجميلة، تحصل من حقول قريتها على القش الطبيعي وتشارك بأعمالها اليديوية في العديد من المعارض الخاصة بالأعمال الحرفية والتراثية.

تقول في حديثها مع سناك سوري:«عندما تواجدت في معارض “دمشق” للأعمال اليدوية والمهن التراثية لاحظت غياب صناعة القش مع العلم أنها من الحرف التراثية التي اشتهرت بها المنطقة، والتي تعتمد على ما ينتج من قش القمح، تجمعه كبيرات السن، تخلصه من السنابل التي تُدق للحصول على القمح، ويُعالج ويُنقع بالماء ثم يُصبغ ليكون ذخيرة النساء لموسم الشتاء والجلسات على الشرفات يصنعن به قطعاً متنوعة يحتاجها المنزل».

اقرأ أيضاً:“عكاش” حرفي يجاهد للحفاظ على حرفته في صناعة البسط اليدوية

الصناعة التي يمكن القول أنها انقرضت بفعل دخول الحصادات وصعوبة إيجاد القش، بقيت طريقتها محفوظة في أذهان الكثيرات ومنهن “فيزا” التي هيأت العدة وباشرت منذ عامين حكاية الصنع، تقول:«في تجربة أولى صنعت مايسمى “القجة” وهي وعاء يشبه السلة مصنوعه من القش الطبيعي، رائحته ذكية لأن عيدانه طبيعية لم تخلط بأي مادة كيماوية وأحرص أن تكون رطبة لسهولة اللف حيث أجمع سيقان القمح وفق الرغبة والحجم وأصبغها، و ألف عليها عيدان أخرى للحصول على الشكل الجميل والمتين بعمل دائري أصممه وفق الحاجة وعلى طريقة الجدات من مئات السنين».

أعمال أخرى قدمتها “فيصل”، تضيف:« صنعت “القفة” وهي أكبر من “القجة” وفق المسميات الشعبية حيث تشكل دوائر القش على شكل سلة كبيرة تصلح لعدة استخدامات، وأحاول تدريب شابات من قريتي لتعلم هذه الحرفة الأصيلة والمطلوبة».

عملية تسويق المنتجات تتم من المنزل وبناءاً على طلب الزبائن، حسب”فيصل” كما تخصص البعض منها للبيع في المعارض التراثية.

يذكر أن الكثير من الشبان والشابات يحاولون إعادة إحياء بعض الأعمال والحرف اليدوية التي أصبحت مهددة بالزوال ولا تجد محاولاتهم أي دعم، باستثناء بعض المحاولات الخجولة من الاتحادات الحرفية التي لم تتمكن حتى اليوم من تخطي حاجز التسويق وتأمين مستلزمات الحرفة الأولية بالأسعار المناسبة.

اقرأ أيضاً:فادي الشعار مهندس سوري يُدخل أنواع جديدة من الخل للأسواق

بعض أعمال القش
قطع صنعتها فيزا بالقش الطبيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى