الرئيسيةشباب ومجتمع

صناعة السجاد اليدوي.. مهنة تحمي من الفقر

أيادٍ نسائية تُحيك الخيط وتحوله لتحفة فنية.. والسجادة الواحدة تستغرق عاماً كاملاً من العمل

حافظت صناعة السجاد اليدوي على استمرارها في قرية الحيالين بريف حماة ضمن معمل السجاد الحكومي منذ نحو 46 عاماً.

سناك سوري_سدرة نجم

الكثير من النساء يعملنَ داخل المعمل، يمضينَ وقتهنّ مع النسج والخيطان وينتجنَ سجاد بنوعية جيدة. وتقول رئيسة وحدة الصناعات الريفية في معمل حيالين للسجاد اليدوي، “لينا وسوف”. لـ”سناك سوري“، إنها تعمل بهذه المهنة منذ كان عمرها 18 عاماً، وتردف أنها تحبها وتصفها بالمهنة التي “لا يُعلى عليها”.

ومثلها العاملة في صناعة السجاد اليدوي “سامية وسوف”، التي تعمل بالمهنة منذ نحو 5 سنوات. بعد أن خضعت لدورة تدريبية مدتها ستة أشهر تعلمت فيها أساسيات العمل وطورتها بنفسها. لتقول أنها اليوم تزاولها بحب وشغف.

تتعدد أنواع السجاد ليبلغ أجملها السجاد العجمي بحسب ما بيّنته لينا، مضيفةً أن السجادة الواحدة مصنوعة من 100٪ صوف أو 100٪ قطن.

الصبر لإتقان العمل

تتطلب مهنة صناعة السجاد صبراً كثيراً حيث إنه حالما أخطأتَ فيها فأنت مضطر للإعادة من جديد. تقول “سامية”، وتضيف أن صناعة السجادة الواحدة التي يبلغ طولها 3 أمتار وعرضها مترين و10 سم يستغرق سنة كاملة تقريباً.

وتتابع: «أعمل يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية والنصف ظهراً وأُنجز يومياً من 6 إلى 8 أدوار في السجادة».

يتم العمل في صناعة السجاد بواسطة أدوات يدوية مثل المقص والموس والمشط فضلاً عن النول اليدوي.

كغيرها من الصناعات، لصناعة السجاد اليدوي مسارات محددة. كما تقول “لينا” وتضيف: «نعمل بالتكرار لسهولة العمل، بحيث ننجز أول رسمة ونحفظها ونكمل البقية غيبياً دون حاجة النظر إلى الكتالوج».

مهنة تحمي من الفقر

عبّرت “لينا” عن محبتها لهذه المهنة وعن رؤيتها جمال العمل على تصميمها وألوانها ودقة تفاصيلها. فضلاً عن إقبال الناس عليها؛ بقولها: «من شدة جمالها وإتقانها يأتي المواطن ولم ينتهِ من السجادة سوى متر ونصف يحجزها ويشتريها».

تتمنى كل من “لينا” و”سامية” أن يتعلم كثر هذه الصناعة، ويصفانها بالمهنة الجميلة التراثية “التي تحمي من الفقر”.

يُذكر أن معمل حيالين لصناعة السجاد اليدوي، تأسس عام 1976، ويعمل به الكثير من أبناء وبنات المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى