الرئيسيةسناك ساخر

صديقي المغترب أهداني الفيتامين والكلس عوضاً عن العطر

بعد طول انتظار.. لحظة توزيع الهدايا والمفاجأة الكبيرة.. الله يرحم أيام ما كانوا يهدونا عطر

بقيتُ أكثر من نصف ساعة أفكر أين سأضع علبتي الفتيامين والكلس التي أتتني كهدية من أحد معارفي المغتربين. لأرى أن مكانها المناسب على رف مستحضرات التجميل الخاص بي.

سناك سوري _ نقص فيتامين

بدايةً قد وقف النصف مليون ليرة سورية آجار التكسي الخاص من إحدى مناطق ريف حماة الغربي إلى مطار “دمشق”. عائقاً  للذهاب وملاقاة المغترب القادم من دولة شقيقة.

حطت الطائرة ووصل المغترب والجميع باستقباله، وبدأ سباق من سيحمل الحقائب. تحت ذريعة أنه متعب ويجب تأمين جو من الراحة له. (عفكرة مانو جاي مشي أنتو التعبانين مو هو).

وبعد السلام والكلام والكثير من القبلات، دقت ساعة توزيع الهدايا والكل يبتسم بخجل متمنعاً وراغباً ولا يهمه سوى أنه وصل بسلامة.

ما بين ألعاب لأحفاد العائلة وملابس وأدوات كهربائية لكبارها وما يلزمهم من احتياجات تمت توصيته عليها. تخللها عدد من علب الفيتامين وحبوب الكلس.

(هلق هيك نحن بنظركم مرضانين) توجهت إحداهن لقريبها المغترب مستفسرةً عن سر وجود الدواء بين الأغراض. ليجيبها ببساطة أنها ذات فعالية ومن الضروري توفرها في ظل الظروف التي بات المواطن تقريباً شبه محروم من أساسيات غذاء الجسم.

استلزم الأمر تفكيراً أعمق من كونه مصيباً بجوابه، فالواقع لا يقتصر على نقص الفيتامين أو الكلس. فقائمة النواقص تطول بدءاً من الشعر الذي بات الغالبية يعاني من تساقطه نظراً لرداءة المستحضرات المستخدمة بتنظيفه.

أيعقل أن من يقطن بالخارج بات يشعر بأجسامنا أكثر منا نحن أصحابها. أم أن وجودهم في بلاد تعنى برعاية صحة أبنائها جعلهم يدركون كيف تنمو أجساد بناة الأوطان؟.

ولأن التفكير لا ينجم عنه سوى الحرمان من متعة اللحظة، آثرت الامتناع عنه والتمتع بأدويتي الجديدة. ووضعها على رف العطر والمكياج كونها باتت من الجماليات والأساسيات للرعاية الخارجية والآن الداخلية.

(وللأمانة والحقيقة) فقد تؤدي حبة الكلس دورها الحقيقي في بث الروح من جديد في مفاصلي. وسيساعدني الفيتامين c. من استعادة الحيوية ونشاطي المعهود.

أخذت هديتي علبتي الفيتامين والكلس وعدت إلى منزلي، وأنا أحاول أن أكون سعيدة بالهدية. (ودمتم ودامت هدايا الاغتراب وحوالاتهم أيضاً).

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى