الرئيسيةيوميات مواطن

هكذا بدا المشهد في استقبال أهالي اشتبرق المحررين

المحررون عادوا إلى بيوت غير بيوتهم وأحياء غير أحيائهم… عادوا ليبدؤوا حلم العودة إلى “اشتبرق”

سناك سوري -اللاذقية

عشرات الأعين بدأت ترنو إلى سماء الحرية بعد سنوات من السجن لا يعلم عنها سوى من عاشها، لتأتي ساعة اللقاء التي طالما حلموا بها، أم تضم ابنها.. زوجة تحتضن زوجها.. عشرات اللحظات الجميلة شهدتها مدينة “اللاذقية” لدى استقبالها للأسرى المحررين الذين وصلت آخر قوافلهم صباح أمس.

اللافت في المشهد أن بعض من كانوا في استقبال القادمين من الأسر هم محررون نالوا حريتهم في اتفاقيات سابقة، حيث عانقوا بعضهم البعض وتبادلوا أحاديث سريعة عن لحظة الحرية مع بعض الدموع التي لا تخلوا من عذابات الذكريات التي لا يعرف وجعها أكثر ممن عاشها.

شريط ذكريات السجن وعذابات السجان تمر بلحظات ويستذكرها “أبو محمد” في لحظة اللقاء الذي امتزجت فيه دموع الفرح بالحزن فرح استرجاع الحرية وحزن على سنوات الحياة التي مضت بعيداً عن الأهل والأحبة فالمعاناة كانت كبيرة وحجم الألم كبير وهنا يقول لـ سناك سوري:«طالت معاناتنا وانتظارنا لهذا اليوم لكن الحمدلله عدنا».

وبين الجموع المحتشدة تحتضن “سميرة” زوجها الذي لم تعرف عنه شيئاً منذ أن تشتت شمل العائلة في ذلك اليوم المشؤوم من شهر نيسان 2015 والذي هاجمت فيه فصائل وكتائب إسلامية معارضة القرية، لكنها تؤكد وهي تجهش بالبكاء أن عودته منحتها الدفء والأمل باستمرار الحياة.

المحررون الواصلون إلى اللاذقية بلغ عددهم 33 شخص بينم أطفال دون السادسة، ونساء ورجال أعمارهم متوسطة، وقد بدت عليهم علامات التعب والإرهاق خلال سنوات الاعتقال.

أصعب اللحظات هي تلك التي عاشتها أسرة المحرر “علي” حين سماعهم خبر اعتراض المجموعات المسلحة طريق القافلة التي تقله، حيث يروي ابنه كم كان قاسياً شعور فقدان الأمل الذي امتلكه في تلك اللحظات خوفاً من نكس المسلحين بالاتفاق وعدم السماح لهم بالخروج واحتجازهم من جديد.

العائدون من “اشتبرق” لا تنتهي معاناتهم هنا فهم لم يعودوا إلى منازلهم ولا قريتهم التي تسيطر عليها فصائل وكتائب إسلامية، بل عادوا إلى بيوت غير بيوتهم وأحياء غير أحيائهم، عادوا ليطمئنوا على أقربائهم وجيرانهم لكنهم فوجئوا بأن العشرات منهم فارقوا الحياة في ذلك الهجوم المشؤوم، عادوا ليبدأ حلم جديد بالعود إلى “اشتبرق”.

يشار إلى أنه بعد استقبال المحررين تم تشكيل لجنة في المحافظة لإجراء زيارات إلى منازل المحررين من أجل دراسة الاحتياجات والتعامل معها، وتتألف اللجنة من جهات حكومية ومنظمات مدنية.

يذكر أن بعض الأسرى لم ينتظروا ليعيشوا هذا اليوم، ورحلوا إلى السماء، كما حال السيدة الثمانينية “ثلجة عيس” التي توفيت في الأسر العام الماضي.

اقرأ أيضاً: وفاة سيدة بالثمانين من العمر في معتقلات فصائل المعارضة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى