الرئيسيةرأي وتحليل

صحافة “عرضحال” على الرصيف – بسام علي

عندما يتحول الصحفي لمجرد ناقل أخبار الجهات العامة.. استسهال المهنة

سناك سوري- بسام علي

عندما يتحول الصحفي لمجرد كاتب وناقل أخبار للجهات العامة من خلال استسهال المهنة وكيل المديح بدأ من باب المؤسسة وصولا للرأس الهرم فيها.
رغم التطور الهائل في وسائل تكنولوجيا الإعلام و “السوشال ميديا” ما تزال أخبارنا تبدأ بعبارات ” أكد.. قام.. بدأ.. تأهيل.. صيانة .. حملة تعقيم.. نظافة.. توزيع.. صرح.. استقبل”.
في وقت باتت تلك العبارات منقرضة ولا تستخدم في مدارس الإعلام الحديث وأصبحت من الماضي وكثيرا ما تكون تلك العبارات خلبيه لا معنى لها وحتى الصحفي يدرك ذلك لكن الاستسهال في المعلومة والطريقة من جهة وكيل المديح للمؤسسات من جهة أخرى يجعله يؤمن بمقولة “وكفى الله المؤمنين شر القتال”
التأهيل والصيانة والإشراف… الخ… هي حتما من صلب عمل تلك المؤسسات الخدمية بالتالي لا تحتاج لعمليات نشر في مختلف وسائل الإعلام المحلي على أساس أنها منجزات.
بالتالي لا يمكن تسمية صحفيي هذا الأسلوب أكثر من “عرضحال” على الأرصفة إذ لا يختلف عمل الأول عن الثاني إلا من خلال العلن في عمليات النشر.

اقرأ أيضاً: عيد الصحافة السورية- ممنوعة من الموت والحياة- بلال سليطين

اليوم للأسف الكثير من الصحفيين قد امتهن هذه الطريقة وهذا الأسلوب في التعاطي والكتابة التقليدية مما أبعد الناس عن الإعلام المحلي والهروب إلى إعلام الآخرين سيما مع انتشار و سيطرة السوشال ميديا الكاذبة والتي كثيرا ما ساهمت في نشر الفوضى بالعالم وزعزعة أمن دول وقلب الحقائق من جهة أخرى وأمية الكثيرين بهذه التقنية
وهنا من الإنصاف بألا نلقي كل اللوم على الصحفي في كثير من الحالات بسبب إرساله تلك النوعية من الأخبار فهي مفروضة عليه من خلال توجيه وطلب مؤسسته الإعلامية الابتعاد عن السلبيات والاكتفاء بكل ما هو إيجابي رغم ذلك هذا لا يعفي الصحفي من المسؤولية من الناحية المهنية والأخلاقية فهو يتحمل جزء كبير من المشكلة وبالتالي يفقده الكثير من المصداقية في عمله المؤتمن عليه.
والمضحك المبكى في إعلامنا سنوات وهو يرفع شعار “حينما تلامس المؤسسات الإعلامية هموم المواطنين، تكسب ثقتهم وتساهم في تعزيز القاعدة الشعبية الداعمة لمؤسسات الدولة”
وحتى يومنا هذا لم نصل ولم نرقى إلى حدود هذا الشعار بل أكثر من ذلك هناك من عمل على تفريغ هذا الشعار من مضمونه بقصد من خلال المنافع الشخصية ليستمر الخراب واستسهال الإعلاميين العمل بهذا الأسلوب أو بغير قصد من خلال اللامبالاة وعدم المعرفة وهنا يكمن الخطر الأكبر والذي لا يقل عن الأول خطرا.
اليوم علينا كصحفيين العمل والإشارة إلى مكامن الأخطاء والفساد والهدر والتخريب في مؤسسات الدولة ومن جهة أخرى على المؤسسات الإعلامية واتحاد الصحفيين “بالاسم” العمل على إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية وبما يتناسب مع التطور الإعلامي الحاصل في العالم، إضافة إلى إعادة تأهيل الصحفي وحتى المؤسسات الإعلامية والبدء من رأس الهرم حتى القاعدة، إضافة إلى اتحاد الصحفيين وجعله فاعلا من خلال تحريك مكاتبه والتي باتت غائبة قبل بدئها مع تأمين كافة وسائل العمل للصحفيين من أجور ونقل ووسائل اتصالات ..

اقرأ أيضاً: لو أن الصحافة بخير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى