“صادق جلال العظم”.. المفكر السوري الذي نادى بفصل الدين عن الدولة
“العظم” الذي توفي في مثل هذا اليوم أثار جدلاً واسعاً في آخر أيام حياته
سناك سوري – دمشق
“صادق جلال العظم” المفكر والفيلسوف السوري، الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته، هو أحد المؤمنين بالفكر الشيوعي والداعمين والداعين لـ “الماركسية” في آرائه، وهو أيضاً العلماني الذي طالب مراراً بضرورة الفصل بين الدين والدولة.
“العظم” ابن مدينة دمشق التي بقي فيها حتى أنهى دراسته الابتدائية، ليغادرها إلى لبنان و يدرس الثانوية في المدرسة “الإنجيلية” بصيدا، ثم يلتحق بـ “الجامعة الأمريكية” و يحصل على “باكالوريوس” في الفلسفة، عام 1957.
سافر بعدها إلى “الولايات المتحدة الأمريكية” لإكمال دراسته في جامعة “ييل” فحصل على “الماجستير “في الآداب والدكتوراه في الفلسفة الحديثة عام 1961 وكانت رسالة تخرجه عن الفيلسوف الألماني “إيمانويل كانت”.
عاد “العظم “إلى دمشق في ستينات القرن الماضي، وعمل كأستاذ للفلسفة في جامعة دمشق، وبقي رئيساً لقسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية بكلية الآداب بجامعة دمشق من العام 1993 وحتى 1998.
اقرأ أيضاً: أبرز 10 شخصيات مؤثرة بالتاريخ السوري
المفكر السوري الذي توفي قبل ثلاثة أعوام من الآن بعيداً عن أرض الوطن، لم يكن أستاذاً فقط في جامعة دمشق، بل درّس في كل من الجامعة الأميركية في بيروت، وجامعات “هارفارد” و “نيويورك” و “برنستون” بأميركا، وجامعات “هومبولت” و “هامبورغ و “أولدنبورغ” بألمانيا، وفي جامعة “أنتويرب” ببلجيكا، وجامعة “توهوكو “باليابان.
و دخل مجال الصحافة أيضاً، وترأس عام 1969 رئاسة تحرير مجلة “الدراسات” العربية، التي تصدر في بيروت، كتب العديد من المقالات والأبحاث مثل “دراسات عربية” و”الثقافة العربية” و”حوار”.
انخرط “العظم” بالجدل الفلسفي الديني، ما آثار غضب البعض، و فجر كتابه “نقد الفكر الديني” الصادر 1969 بعد “نكسة حزيران” 1967 الآراء ضده، حكم بالسجن عام 1970 لكن المحكمة أعلنت براءته في العام ذاته.
بنى “العظم” علاقة وطيدة مع أفراد مجتمعه، وانخرط في الواقع السياسي العربي، وصفه البعض بأنه «قريب من الشارع، ولم تكن علاقاته الاجتماعية حكراً على النخب، مع أنه ينتمي إلى عائلة أرستقراطية».
“العظم” أثار جدلاً واسعاً في آخر أيام حياته حول موقفه من الأحداث في سوريا، حيث اتهمه البعض بأنه خالف نظرياته من خلال موقفه الداعم للحراك في سوريا بصفته حراكاً دينياً متشدداً في الغالب، فيما دافع عنه آخرون وقالوا إنه يدافع عن فكرة التغيير، وينظر لمشروعه “الدولة الوطنية” وليس لمشروع الإسلاميين.
وبعيداً عن السنوات الأخيرة من حياته والتقييمات المرتبطة بالأزمة السورية، فإن “العظم” ترك إرثاً هاماً جداً في العلم والفلسفة، وكتبه خير شاهد على ذلك، فهي باقية بعد رحيله في الحادي عشر من شهر كانون الأول عام 2016 بالعاصمة الألمانية “برلين”، إثر أزمة صحية.
اقرأ أيضاً: “فوزي الغزّي” أبو الدستور السوري