أيام قليلة تفصلنا عن الشهر الأثقل الذي مرّ على السوريين هذا العام، شهر آب أو ما يعرف باسم “شهر الميم”. كناية عن كونه شهر المكدوس والمونة والمدارس.
سناك سوري-خاص
كما حال الغالبية تخلّت “لميس” 39 عاماً عن العديد من مكونات المونة، التي اقتصرتها على نصف كيلو ملوخية يابسة بسعر 14 ألف ليرة، و5 كيلو باذنجان للمكدوس كلفنها نحو 35 ألف ليرة. كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «بالنسبة للبامية لم أنجح بشراء سوى 2 كغ للتيبيس بسعر 8 آلاف ليرة، و10 كغ فليفلة للدبس بسعر 30 ألف ليرة. ويقتين بنحو 15 ألف ليرة».
لن تشتري “لميس” احتياجات طفليها للمدرسة قبل أن تقبض راتب شهر أيلول بعد عدة أيام، والذي كما تقول لن يكفي سوى لسداد ديون شهر آب. لكنها تفكر بالاستدانة مجدداً.
حتى مع تخفيف كمية الحشوة واستبدال الجوز بالفستق العبيد، لم تنجح “لينا” 44 عاماً سوى بإعداد 15 كيلو باذنجان للمكدوس، وما أعاقها حقاً هو ارتفاع سعر الزيت سواء النباتي بـ13 ألف ليرة أو الزيتون بـ20 ألف ليرة. وتضيف: «بصراحة لم يتثنّ لنا الوقت للتنفس والتفكير بمستلزمات المدرسة. لديّ 3 أطفال وعلى الأرجح لن أضطر سوى لشراء احتياجات طفلي الأكبر. فنحن نلجأ لإعادة تدوير الملابس والحقائب ومنحها للأصغر سناً».
اقرأ أيضاً: اعتراف رسمي .. نسبة التضخم ارتفعت 1000% خلال 5 سنوات
مقارنة
العام الفائت بلغ سعر كيلو باذنجان المكدوس 1100 ليرة، والفليفلة 1300، والجوز 35 ألف، وليتر زيت الزيتون 14 ألف، هذا العام الباذنجان 1500 بزيادة طفيفة والفليفلة من 3 وحتى 4 آلاف ليرة، والزيت 20 ألف ليرة، والجوز 50 ألف ليرة للنوع الجيد تقريباً.
فيما يخص مسلتزمات المدارس، كانت مريولة المدرسة للمرحلة الابتدائية العام الفائت بسعر 12 ألف ليرة. وهذا العام 20 ألف، والحقيبة كانت 27 ألف واليوم لا تقل عن 50 ألف ليرة تقريباً. والحذاء ارتفع من 18 ألف ليرة العام الفائت إلى 30 ألف ليرة بالحد الأدنى هذا العام. والقرطاسية مع مطرة المياه ارتفعت من 22 ألف ليرة لطالب بالمرحلة الابتدائية حتى 40 ألف ليرة بالحد الادنى هذا العام.
حسبة صغيرة
ولنفترض جدلاً وجود عائلة مؤلفة من الزوجين وطفليهما في المرحلة الابتدائية، وفي حال أرادا صنع 10 كغ من الباذنجان مكدوس بسعر 82 ألف ليرة، مع كيلو ملوخية يابسة بسعر 28 ألف ليرة، وكيلو دبس فليفلة بسعر 20 ألف ليرة. و2 كغ بامة يابسة بسعر 8 آلاف ليرة.
بالإضافة إلى تجهيز طفليهما للمدرسة بكلفة وسطية نحو 250 ألف ليرة بالحد الأدنى، فإنهما سيحتاجان إلى نحو 388 ألف ليرة. لا تتضمن شراء سراويل جينز أو قطن، ولا أي احتياجات كمالية وبالحد الأدنى من الاحتياجات عموماً.
وإن كان قرض القرطاسية الذي سبق الإعلان عنه، بشمل الموظفين في الدولة. فإنهم لا يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع السوري. كما أن الراتب أساساً مزدحم بالقروض والدين بحثاً عن احتياجات الطعام والحياة.
