المعلول “خط أحمر”
سناك سوري – بلال سليطين
تقدم “نبيل معلول” مدرب منتخب سوريا لكرة القدم على الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في بورصة التشبيح لدى بعض السوريين، وبات انتقاده أقرب للمس بالذات الإلهية مع فارق أن الله يحاسب المخطئين، بينما شبيحة “المعلول” يحاسبون منتقديه.
حيث يحتل “المعلول” صدارة بورصة التشبيح في البلاد حالياً، فترى المشبحين له يملؤون المجموعات والصفحات الرياضية منشورات مديح له وهجوم على من يقول أي كلمة عنه غير التطبيل والتزمير، من مبدأ “صفق له” أو “اخرس ياخاين”.
وإذا تجرأت أن تكون “خائن” وتقول كلمة عن “المعلول” (دام ظله بالنسبة لهم) فستجد السيوف على رقبتك تنحرها (تعبير مزاجي) فألسنة “شبيحة المعلول” أقوى من سيوف داعش على الرقاب، مع فارق أن “داعش” يرتدي لباس “التخلف” وهم يرتدون لباس “الحداثة” أو “شورت وشيال”.
اقرأ أيضاً: معلول يقلب تشكيلة المنتخب السوري بـ 9 تغييرات
“شبيحة المعلول” ليسوا من يدافعون عنه أو يمدحونه فهؤلاء لا مس بهم، وإنما هم من اتخذوا من أنفسهم شخصية “الهملالي” وراحوا يراقبون من ينتقد هنا أو هناك لكي ينقضوا عليه ويضعوا الكلبشات على يده التي تلمس الكيبورد، ويكمموا فاه منشوراته وتعليقاته أو يرفعونه فلقة بالتنمر (متأملين يوصل عواه للمعارض الرياضي لقبرص).
وهم بالمناسبة لايوفرون في تشبيحهم للمعلول أحداً، فمن الممكن أن يخونوا محللاً رياضيا استضافته أي قناة من أجل التعليق على المباراة وتجرأ وقال كلمة “نقد للمعلول” ويستعيدون تاريخ أجداده في الملاعب، وكأن المحلل اختصاصه المديح والتصفيق وليس التحليل.
“شبيحة المعلول” ينسفون كل الماضي (هلا صحيح ماعنا كثير انجازات بها الماضي بس انو يعني) ويطلقون سهامهم على كل محطة في تاريخ الكرة السورية ليقولوا إن محطة “المعلول” أفضل، (خلاص ياعمي التاريخي، قول المعلول منيح وبلاها حالة جلد الذات هي) حالهم كحال شبيحة من نوع آخر يظهرون بأشكال مختلفة وفي مناسبات مختلفة وللتشبيح لقصص مختلفة (شبيحة أبو علي بوتين مثال)، ومنشان التوزان (شبيحة خليفة المسلمين أردوغان كمان).
اقرأ أيضاً: عمار الشمالي: فاعلية المنتخب كانت دون الطموح
“انت أفهم من المعلول” يقول “شبيحته” لكل رأي آخر يخالف آرائهم، لكل خائف على منتخب بلاده (ليش تخاف لازم تشبح)، لكل من تزعزعت ثقته بالمنتخب بعد مباريات تجريبية ورسمية غير مرضية (لا اعتراض على ثقة القيادة خيو)، لكل رياضي سوري أو مشجع أو محب قال كلمة ليس فيها مديح للمدرب “الأجنبي”، فهذا أجنبي والأجنبي يجب مديحه فقط وجلد الصناعة الوطنية، (يعني مثلاً هلا نتهمهم انو عم يوهنوا عزيمة الوطنية عند الناس، ولا نقول هذا احتراف وأي مدرب حتى لو بدرب البرازيل بينتقد عادي سواء كان برازيلي ولا من الهونولو، وما بتهاجم يلي من البرازيل لمديح يلي من هونولولو).
و”المعلول” لا يحتاج “شبيحة” فالرجل لديه على الأقل إنجاز مع منتخب بلاده بالوصول لكأس العالم ولا ينقصه الحضور على صفحات الفيسبوك ووسائل الاعلام العربية التي تعج بظهوره، لكن الجماعة (أي الشبيحة) يحبون أن يغالوا في كل شيء فإذا لم يكن لدينا حالياً بوتين لنشبح له يمكننا التشبيح للمعلول ولاحقاً نجد شخصاً آخر وهكذا.
لكن بالمحصلة “هالشبيحة” ماذا سيكون موقفهم لو “المعلول” قرر أن يتوقف عن تدريب المنتخب (وهذا حقه) بسبب عدم حصوله على رواتبه من أموال سوريا المجمدة في الفيفا؟
ملاحظة هذا ليس انتقاداً للكابتن “نبيل معلول” الذي يقود منتخب سوريا في التصفيات المزدوجة لكاس آسيا والعالم “حاشا وكلا”، بل انتقاد لكم “أنتم الشبيحة بكل أنواعكم”.
اقرأ أيضاً: صحيفة سوريّة… تكشف للأميركيين خطورة الوضع في أميركا: حرب أهلية