شابان يطلقان مشروعهما التجاري.. بسطة في بلدي
منيار وتمام قررا افتتاح بسطة بمبدأ ربح قليل وبيع كثير
يقف “منيار حمايل ” و”تمام أبو حمدان”، من التاسعة صباحاً خلف عربة وسط مدينة “السويداء”، بعد عملهم ساعات الليل يناديان على خضار بأسعار أرخص من المعتاد تباع أحياناً برأس المال، يوزعان أنواعاً منها بالمجان خدمة لأهلهم بدعم ومساعدة من الأهالي وبعض التجار.
سناك سوري-رهان حبيب
الشابان تعمدا إظهار السعر بالنداء لجذب انتباه المارة للشراء، ليس لغاية الربح فقط بل لتقديم بضاعتهم لمن يحتاجها بأسعار مقبولة، الفارق يبدأ من 200 إلى 500 ليرة أو أكثر بالكيلو غرام الواحد، مطلقان شعار “خلي الفقير يعيش”، وفق ما قاله “منيار” لـ”سناك سوري”.
ويضيف: «اتفقت مع صديقي “تمام” على مشروع البسطة في هذا المكان، ضمن خطة اتفقنا عليها لتخفيض الأسعار قدر الممكن، ليتمكن أب العائلة من شراء كمية أكبر لكفاية الأسرة خاصة بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل كبير ما جعل الناس تشتري الخضار بالحبة وفي الغالب نقدم بعض الأنواع ملفوف أو جرجير أو بقدونس بالمجان».
اقرأ أيضاً: “سوريا الخبز والملح” مبادرة لاستعادة “سوريا” ما قبل الحرب
الشاب يقر بدعم تجار يبيعونهم كميات بالجملة بسعر معقول، ما أعطاهم هامشاً بسيطاً للربح لا يتجاوز 50 ليرة وأحياناً خمسة وعشرين ليرة بالكيلو، وأضاف: «البضاعة غالية بشكل عام وقد لا يتمكن تاجر الجملة من كسر السعر إلا بحدود معينة، لكن بتخفيض بسيط يساعدنا على الاكتفاء بربح قليل لغايتين الأولى البيع الكثير وجني ربح معقول، والثانية تلبية طلبات الزبائن لشراء كميات أكبر تكفي العائلة، في علاقة تبادلية أتصور أن المستهلك يعرفها جيداً، وليس لنا إلا توجيه الشكر لتجار كبار دعموا الفكرة وشجعوها وساعدونا لتقديم كميات تضاف لمشتريات الزبائن دون مقابل ووفق حاجتهم».
“تمام أبو حمدان” شريك “منيار” يرى أنهم من صغار التجار، ولم يكونوا يوماً من الأغنياء بالمال، هما شابان يسعيان لكسب رزقهما ولديهما أسرة وأولاد، هذا المشروع فكرة اختبروها سابقاً واليوم يتفاءل أن مشروع “بسطة في بلدي” كما أسمياه أخذ يلاقي الإقبال الجيد خلال الأيام القليلة التي انطلق فيها.
اقرأ أيضاً: “جرمانا” تضع الطعام في “البراد الخيري”: لا نريد لأحد أن يبحث عن كسرة الخبز في القمامة
يضيف: «نحاول من خلال هذه العربة إيجاد عمل مناسب لساعات النهار فأنا وصديقي نمضي الليل بالعمل في سوق الخضار بتحميل وتنزيل الخضار، لا نرتاح إلا ساعات قليلة لنتابع العمل على هذه البسطة نشتري البضاعة ونفاوض التجار ونبدأ يوماً جديداً بين الناس لغاية الثالثة أو الرابعة مساء حسب الإقبال، نبيع كميات كبيرة بفضل هامش التخفيض وهناك من مدنا ببضاعة جيدة بنصف الثمن خاصة من أنواع الحشائش التي تمكنا من منحها بالمجان ووفق الطلب».
الشابان يعرفان أنهم سيلاقون صعوبات كثيرة لكن تفهم الأهالي ودعمهم أخذ يظهر من خلال تقديم مبالغ بسيطة لهذه البسطة، لتكون حصة لمن ليس لديه المال ويضيف:« يبدو أن رسالتنا وصلت لأهلنا وهناك من وثق بالتجربة حيث أخذت تردنا مبالغ بسيطة يطلب منا من تبرع بها، بتقديمها كخضار وفواكه لمن ليس لديه القدرة المالية، وهذه الحالة تكررت بمبالغ جيدة ومتوسطة وقليلة أحياناً لا تزيد على 3000 ليرة لكنها تكلفة كيلو فواكه يقدم لشخص محتاج وهذه غاية العربة ولها أثر طيب في النفوس».
“محمد س” 64 عاماً مرّ بالبسطة لعدة أيام وجد فيها أن السعر اختلف بمقدار جيد عن الأسواق وتمنى للشابان الاستمرار في عملهما الذي يخدم المجتمع بشكل واضح.
اقرأ أيضاً: نحن أهل… قرية تتعاون لتقديم الطعام وتوزيع الدواء على المحتاجين