الرئيسيةتنموي

سوق الكفر… يحيي الزراعة ويحل أزمة تسويق المحصول

الحل البسيط أتاح تأمين أكثر من 65 فرصة عمل، ويرفع شعار: بيع كثير وربح قليل

سناك سوري – رهان حبيب

بمبادرة خاصة منهم لتسويق الفائض من إنتاج محافظتهم الزراعي أسس 4 تجار شبان من قرية “الكفر” 13 كيلو متر جنوب مدينة “السويداء” “مركزاً لبيع الخضار والفواكه” أو ما يعرف بالسوق أيضاً، استوعبوا خلاله إنتاج أبناء القرية وأمنّوا مايقارب 65 فرصة عمل لأهلها.

السوق حقق خدمة للمزارعين، يقول “سالم خضير” أحد مزارعي القرية ويضيف لـ”سناك سوري”: «كمزارعين كنا مشجعين للفكرة التي ساعدتنا وسهلت علينا تصريف منتجاتنا، في كل موسم أبيعهم التفاح والمشمش وورق العنب بشكل مريح وبأسعار مناسبة ».

كما أنه حل مشكلة تسويق الكرز والتفاح والعنب وفق الناشط المحلي والمزارع “نور الدين الشعار” الذي قال لـ”سناك سوري”:« عانى فلاحونا لسنوات من صعوبة تصريف هذه المحاصيل، قبل أن يتوفر هذا السوق الذي يستوعبها ويوفر على الفلاح عناء البحث والنقل بعيداً خارج قريته».

السوق يستوعب كل كميات إنتاج القرية، وفق أحد مؤسسيه “خلدون أبو عمر” الذي يقول إن فكرته أتت من خلال خبرتهم في العمل الزراعي فهم أبناء فلاحين، مشيراً إلى أن القرية تشتهر بالزراعة وأهلها يعانون من صعوبة تسويق البديل، لذلك كان هذا السوق ليحل المشكلة.

اقرأ أيضاً:سيدات يعجنّ الفرح مع الطحين.. قوالب كاتو وكعك بالنكهة المنزلية

كلفة إنشاء المركز تجاوزت حسب “أبو عمر” مئة وعشرين مليون ليرة سورية حيث عمل الشبان الأربعة على تهيئة مقر مناسب للسوق في منطقة وعرة تم استئجارها من مجلس البلدة الذي دعم عملهم.

عامان على الانطلاق

خلدون أبو عمر ونور الدين الشعار

السوق أو المركز التجاري الذي انطلق في شهر حزيران 2017 هو الأول من نوعه في المحافظة ونموذج للأسواق المحلية القادرة على إلغاء دور الوسيط، وتوفير كافة أنواع الخضار والفواكه، وقد نجح في تغطية احتياج المنطقة إلى جانب استجرار كافة منتجات القرية الزراعية على اختلاف أنواعها في تجربة لاقت الدعم الكبير من الأهالي.

المعلمة “إنصاف برجاس” تعودت يومياً التسوق منه بوصفه أول تشاركية تجارية تحمل أبعاداً تنموية في المحافظة، كما تقول وتضيف: «قبل الاتجاه لقريتي “حبران” المجاورة أتسوق الخضار والفواكه من هذا السوق، الذي أغناني عن زيارة عدة متاجر لأجد احتياجاتي بأسعار مناسبة».

فكرة الشركاء الأربعة تطورت لتكون ملبية لاحتياجات القرية من خلال تنوع الأقسام جملة ومفرق، حيث صُمم ليستقبل أعداداً كبيرة من الزبائن بوقت واحد مع دراسة وافية للسعر، ما تطلب عدداً من العمال تجاوزوا الـ65 عامل وعاملة وهنا يظهر أثر المركز على الواقع الاقتصادي لأهالي القرية ومن حصل على فرصة عمل إضافية حسنت ظروفه الاقتصادية.

اقرأ أيضاً:“فجة خرق”.. نساء تلاقين في مهنة أبعدتهن عن آلام الحرب والنزوح

لم تكن عملية التصريف للمنتج الزراعي هي الوحيدة التي جعلت للسوق أثر وفعالية حيث قام السوق بدور تجاري كبير في التجارة لخارج المحافظة.
يضيف” أبو عمر” :«نستقدم الحمضيات من الساحل ونرسل التفاح ونشتري من “درعا” الجزر والبطاطا والخضار ومن خلال المركز يتم توزيعها ونقلها الى الساحل و دمشق” في عملية تجارية خدمت فلاحي” الكفر ” التي تمتلك أكثر من ٥٦ براد للتفاح، وقرى الجبل التي تعتبر المنتج الأكبر الذي استفاد من السوق»

من أسباب النجاح اعتماد أساليب حديثة في التسويق، منها طريقة التصنيف للتفاح والكرز والعنب ومجمل الخضار التي ترد، ليكون أمام المستهلك فرصة الحصول على ما يريده بأنواع مختلفة وأسعار تنسجم مع نوعيتها، عبر الأقسام المتعددة بطريقة حافظت على هوامش ربح تكفل الحصول على إيراد معتدل يفسره “أبو عمر” بأنه نوع من المعادلة الرياضية “بيع الكثير بربح قليل” بديلاً عن ربح كبير يرهق المستهلك.

يضيف “أبو عمر”: «السوق أساسا بدأ لهدف اجتماعي يتكامل مع النشاط الزراعي وهو الناتج الاقتصادي الأهم لأبناء القرية لذا فإن موضوع السعر يجب أن يكون مناسباً بالحد الأدنى للجميع».

الحطب بضاعة موسمية تفرضها الأوضاع

تخصص إدارة السوق أو المركز التجاري، قسما منه لتجارة الحطب بشكل نظامي، وكي لا تعود السيارات المحملة بالتفاح إلى الساحل فارغة فهي تأتي بحاجة الأهالي من الحطب عبر اتفاق مع تجار في الساحل لاستجرار الحطب الذي يباع للأهالي دون عناء وبكميات مختلفة، وفق “أبو عمر”.

حالة تجارية هي الأولى من نوعها بالمنطقة جعلت السوق نقطة تتفرع منها خدمات متنوعة، وتتلاقى فيها منتجات من كامل المحافظات السورية، جعلته بعد موسميين المورد الأهم للعنب والتفاح من قرى المحافظة بتنظيم خدم الفلاح وساعد على التصريف بشكل يشجع على تكرار التجربة وتعميمها على مناطق أخرى، فلربما تكون أحد حلول مشاكلة التسويق التي يعانيها الفلاح كل عام.
يذكر أن السوق أطلقه 4 شبان هم “خلدون أبو عمر” و “فؤاد خير الدين” و “فارس أبو عمر” و “يوسف خير”.

اقرأ أيضاً:7 مهندسين/ات حصلوا على قرض وتشاركوا مشروعهم في السويداء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى