سوق الجمعة في “دير الزور” السوق الذي لم تدمره الحرب

كل ماتحتاجه تجده في السوق والسلعة الأفضل لمن يصل أبكر
سناك سوري – فاروق المضحي
يخصص”ابراهيم الجاسم” من أبناء مدينة “ديرالزور” يوم الجمعة للتجول في سوق الجمعة، الذي مازال يحتفظ بكل صفاته بالرغم من سنوات الحرب التي لم تغير سوى موقعه من مركز انطلاق البولمان إلى موقعه الجديد قرب جامع “التوبة”.
ويتميز السوق الذي يحمل اسم اليوم الوحيد الذي يقام فيه خلال الأسبوع بالبساطة ويضم الكثير من حاجات المنزل والعمل التي اعتاد “الجاسم” الحصول عليها منه خلال زيارته له مع أصدقائه، ويوضح خلال حديثه مع سناك سوري:«اعتدت منذ ماقبل الحرب زيارة هذا التجمع التجاري الذي يضم مجموعة من الأدوات المستعملة التي يضطر أصحابها لبيعها لكن الميزة أنه كلما كان وصولنا أبكر كلما حصلنا على سلع أفضل وذات جودة عالية».
كثيرون من أبناء المدينة التي تعرضت للدمار خلال سنوات الحرب سرقت منازلهم مما اضطرهم الى البحث عن أدوات وأغراض جديدة لسد ما ينقصهم وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء معظم البضائع كان سوق الجمعة حلا بديلا لكثير من السكان الذين استفادوا من السوق الذي حافظ على بساطته وتعدد بسطاته التي تضم مجموعة متنوعة من البضائع.
اقرأ أيضاً:“أم عدنان” دفنت ابنها حيث كان يلعب.. حدائق “دير الزور” مدافن الحرب
السوق الذي لم تغلقه الحرب
تغيرت ملامح المدينة ودمرت معظم الأشياء الجميلة فيها من مباني وشوارع واسواق كانت تعج بالحياة قبل الحرب التي مرت بها دير الزور ولكن سوق الجمعة الذي يتميز ببساطته ورمزيته لدى الديريين بقي موجودا في المدينة وغير مكانه فقط حيث انتقل من مكانه القديم الى داخل المدينة المحاصرة وحافظ على مكانه الجديد إلى يومنا هذا حيث تجد أصحاب البسطات التجارية منذ ساعات الصباح الأولى قد عرض كل منهم ما لديه من بضائع حتى يتسنى له بيعها قبل صلاة الجمعة .
أسعار رمزية تجذب المشتري
أسعار السوق رمزية مقارنة بمثيلاتها في الأسواق والمحال التجارية العادية حسب ما أكده صاحب البسطة “عبدالله المحمد”، موضحاً أن السوق يضم مجموعة من البسطات التي تعرض الخردوات وملابس البالة والكثير من الأدوات الكهربائية المستعملة كما أن لكل صاحب بسطة مكانه المحدد الذي اعتاد على عرض بضاعته فيه كل يوم جمعة.
ملجأ ذوي الدخل المحدود مع ارتفاع الأسعار..
تؤكد “لمياء العيسى” من سكان “حي الموظفين” أنها تقطع كيلومترات عديدة للوصول إلى السوق الذي تجد فيه مايناسب أفراد عائلتها من ملابس صيفية أو شتوية وبأسعار مقبولة مقارنة بارتفاع الأسعار الجنوني الذي يصعب على أصحاب الدخل المحدود مواكبته.
تاريخ السوق
بداية ظهور السوق تعود للألفية الجديدة وفقاً للباحث الاجتماعي “حميد النجم” لذلك لا يعتبر من الأسواق القديمة لكنه يحظى بمتابعة شعبية كبيرة، وما جعله يحافظ على نفسه على الرغم من تغيير المكان أثناء الحرب هو أنه عبارة عن تجمع البسطات التجارية على اختلاف أنواعها، وميزته تكمن في مكانه واحتوائه على بضائع لا توجد في الأسواق العادية كقطع الأنتيكا والمقتنيات التراثية القديمة التي تعنى بالتراث الفراتي.
اقرأ أيضاً:ستة إلا ربع…أشهر شوارع دير الزور أصبح مهجوراً
ماذا عنكم هل لديكم سوق جمعة في مناطقكم؟ هل له تسمية أخرى؟ هل حافظ على استمراره خلال الحرب؟ هل تشترون منه؟