بعيدا عن أبواب أصحاب المعالي وتصريحات انتصارهم، نحتفل في عالمنا السفلي بالنصر على المؤامرة بطريقتنا الفقرية المعتادة.
سناك سوري-رحاب تامر
نحن هنا في العالم الموازي لكراسيهم، يمنعنا البخل من إضاءة لمبة النصر، رغم أن شحنات الكهرباء ذات التردد العالي كإيمانهم بصمودنا، تنبعث من كابلات منازلنا التي أصابها الصدأ، لا لمبة انتصار هنا لنشغلها، قررنا رفع الأنخاب وسط الظلام بكل رومنسية.
لا نبيذ أو عصير تين لدينا، لا لأن جيوبنا فارغة لا تملك ثمن ربطة خبز مدعوم، فقط لأن بخلنا فاق بخل الجاحظ، لكن لا تقلقوا أصحاب المعالي سنجاري تصريحات نصركم، ونرفع أنخاب النصر على الإمبريالية بكؤوس فارغة إلا من دمع قهرنا على حالنا.
اقرأ أيضاً: مسؤول يعلن الخروج من عنق الزجاجة إلى خرم الإبرة
لا مازة على طاولتنا، ولا حتى بضعة حبات من زيتون، طاولتنا ليست عامرة بما لذ وطاب كما مائدتكم، أنتم كرماء ونحن شحيحون قتلنا الطمع والبخل والجشع، لكن لا تقلقوا وضعنا صحونا فارغة نستطيع ملأها بما لذ وطاب عبر الفوتشوب، ومن ثم مشاركتها في وسائل التواصل الاجتماعي، لنقول رسالتنا للعالم كله، انتصرنا عليكم شئتم أم أبيتم.
لا موسيقى في الخارج، فيما خلا أصوات بطون خاوية لا تصلح أبداً لطقوس الانتصار، باستثناء سيمفونية إلغاء الدعم تلك التي لا تصلح إطلاقاً للرقص، إلا على وزن “يرقص الطير مذبوحاً من الألم”، وفي جوفنا رسالة: “إلى العالم مع كل الشماتة”.
ها نحن ورغم هزائمنا أمام، جرة الغاز، وليتر الزيت، والكهرباء، وليتر المازوت، فخورون بنصرنا حد الثمالة، لا ينقص مشهد النصر هذا سوى أنخاب فارغة نرفعها مشحونين بخطاب النصر على الإمبريالية، فطوبى لنا نصرنا.
اقرأ أيضاً: اعتقال مواطن سعيد لفقدانه حاسة الشم والتذوق