بعد أحداث اليونان التي واجهها اللاجئون.. سوريون يذكرونها بـ صورة من العام 1942
سناك سوري – سها كامل
تدوال ناشطون سوريون على “الانترنت”، خلال الأيام الماضية، صورة غلاف نشرتها مجلة “هنا القدس” الفلسطينية، في عددها الأول من العام 1942، تُظهر امرأة تُوزع مساعدات على مجموعة من الأطفال، و كُتب تحتها: «توزيع الأطعمة والثياب في سوريا على اللاجئين من بلاد اليونان».
السوريون أعادوا نشر هذه الصورة، تزامناً مع المشاهد التي نقلتها العديد من وسائل الاعلام، التي أظهرت تعامل السلطات اليونانية العنيف مع اللاجئين السوريين، ما اعتبره البعض محاولة لتذكير اليونان بطريقة استقبال لاجئيها في سوريا، إبان الحرب العالمية الثانية.
و كتبت “ياسمين الشام”، «نرى صورة معاكسة من التاريخ، تظهر استقبال السوريين للمهاجرين اليونانيين، حين اضطر كثير من اليونانيين إلى الهجرة بعد أن بدأت ألمانيا باحتلال بلادهم، تلك هي المفارقة في الاستقبال، خاصة بعد تداول مقطع مصور يظهر فيه خفر السواحل اليونانيون يدفعون قارباً يقل لاجئين سوريين». بدوره “حيدر” شارك الصورة، وكتب: «سوريون يذكّرون اليونان باستقبال لاجئيها في سوريا».
اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون من الشقيقة “لبنان” إلى “ألمانيا”
«هكذا احتضنت سوريا اللاجئين الأوروبيين في الحرب العالمية الثانية كما هو ثابت بالوثائق والصور»، منشور تداوله الكثير من السوريين على “فيسبوك”، وهو يكشف بوضوح أن استقبال سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط للاجئين أوروبيين، واحد من حقائق كثيرة منسيّة بين صفحات التاريخ.
الصحفية السورية “زينة شهلا” شاركت الصورة أيضاً، وكتبت: «قبل 77 عاماً بالضبط، تحديداً يوم 11 من كانون الثاني 1942، نشرت مجلة “هنا القدس” الفلسطينية هذه الصورة، لتشكّل اليوم فرصة للتذكير بأن من يترك بلده وقت الحرب يفعل ذلك مجبراً، وأن اللجوء ليس غاية بحد ذاته إنما وسيلة للعبور لحياة جديدة».
و في سبعينيات القرن الماضي، استقبلت سوريا، بالتحديد مدينة حلب أكثر من 12 ألف لاجئ يوناني، فروا من ويلات الحرب في بلادهم. لكن التاريخ لم يُعد نفسه، كما قالت الصحفية الفلسطينة “بثينة اشتيوي” مضيفة عبر الفيسبوك: «اليوم يذوق السوريون من كأس التشرد واللجوء والنزوح نفسه، دون أدنى شعور بالمسؤولية والإنسانية من قبل بعض الدول التي أغلقت حدودها أمامهم، وأخرى شددت من سياساتها في استقبالهم».
و كان عدد من اللاجئين و المهاجرين من سوريا ودول أخرى، وصلوا إلى الحدود البرية لتركيا مع اليونان، منذ أن فتحت تركيا حدودها الأسبوع الماضي للسماح للمهاجرين بالوصول إلى أوروبا، لتنشر قناة “سكاي نيوز” بعدها مقطع فيديو يُظهر خفر السواحل اليوناني و هم يطلقون النار على الماء، بالقرب من قارب يحمل لاجئين، و في مشهد آخر، ظهر اللاجئون وهم يقتربون من قارب خفر السواحل ويستنجدون بالصراخ لإنقاذهم، فيما يقوم العنصر بدفع قاربهم بعيداً باستخدام عصا.
وخلال الحرب التي توشك أن تدخل عامها الـ10 في سوريا، توزّع اللاجئون السوريون في مختلف دول العالم، ولاقى العديد منهم حتفه قبل أن يصل، نتيجة لاستغلال المهربين لهم، بينما عانى قسم منهم، العنصرية في دول لجوئهم التي باتت تجدهم عبئاً عليها.
اقرأ أيضاً: في يوم اللاجئ العالمي .. اللاجئون السوريون بين العنصرية و قصص النجاح