سوريون يجففون الفواكه والخضار لتناولها في غير مواسمها
سوريا.. جهاز محلي ساعد النساء على تجفيف الخضار والفواكه
سناك سوري – رهان حبيب
استفادت الممرضة “ناديا خزعل” من جهاز التجفيف الذي صممه المهندس “زيد عبد السلام” في استثمار فائض الخضار والفواكه وإعداد المؤونة بالاعتماد على الطاقة الشمسية حيث طبقت عدة وصفات لتجفيف أنواع مختلفة وأعدت رب البندورة وجففتها، لتكون مؤونة الشتاء.
“غسان خضير” مزارع اشترى الجهاز منذ عامين واختبر عدة استخدامات جعلته هذا العام يخطط لتجفيف كميات أكبر وقد باع العام الفائت من مجففاته، ويضيف: «استثمرت الجهاز في كل المواسم خلال العام وبفضله استفادت الأسرة من ثمار لم نكن نحصل عليها إلا في موسم الصيف، إضافة لفائدته في توفير مبالغ على مربي النحل الذين يمكنهم الاستفادة منه في تذويب الشمع اللازم لحفظ العسل عن طريق تذويبه وإعادة تصفيته من الشوائب لاستخدامه مرة ثانية في قطاف العسل».
اقرأ أيضاً:سوري يخترع جهازاً لزيادة طاقة المخابز وتوفير الوقت
فكرة تصميم الجهاز جاءت حسب ما أكده المهندس عبدالسلام” في حديثه مع سناك سوري بهدف تطوير أشكال الاستفادة والاستثمار للمنتجات الزراعية المحلية والتغلب على موضوع ضعف التسويق الذي يعاني منه المزارعون في المحافظة حيث اطلع خلال بحثه على الانترنت عن الموضوع على نماذج لأجهزة صممت لتجفيف الفواكه على الطاقة الشمسية في دول أفريقية وأوروبية، موضحاً أنه وضع التصميم وحاول تطبيقه بما ينسجم مع درجات الحرارة وطبيعة المناخ في “سوريا” .
أربع سنوات من العمل على التصميم والتطوير للجهاز الذي يصفه لنا “عبدالسلام” بالقول:« هو على شكل صندوق يحتوي عدة أدراج يتسع 30 كيلو من العنب أو التين لتجفف بوقت أقصر بفضل طريقة صديقة للبيئة وبحماية من التعرض للحشرات وباستثمار كامل للطاقة الشمسية، وأضفت إليه تقنية التبريد وسحب الرطوبة بفضل مروحة تعمل على الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية أيضاً، ويمكن تصنيعه بأحجام مختلفة وفق الحاجة ومنها مايمكن وضعها في المطبخ المنزلي ليكون بمتناول ربات المنازل».
اقرأ أيضاً: كورونا.. مهندس سوري يصمم جهاز تعقيم أوتوماتيكي يُستخدم بالمشافي
استعمال المجفف اختصر فترة التجفيف لمعظم أنواع الفواكه والخضار حسب “عبد السلام” حتى أنه صمم عدة طرائق للاستفادة القصوى منه في تخزين مواد لفترة لاتقل عن عام ومنها طريقة تغلى فيها قطع اليقطين بالقطر وتصفى وتوضع بالجهاز لمدة يوم لتتحول إلى قطع حلوة المذاق وكذلك الإجاص والكرز والمشمش، إلى جانب تجفيف النباتات مثل النعنع والمليسة والبابونج والجزر وكل أنواع الخضار التي يمكن أن يعد منها وجبات غنية في مواسم الشتاء.
الجهاز انتشر في قرى ومناطق مختلفة مثل “المزرعة” و”سهوة بلاطة” و”مصاد” و”دمشق” و”طرطوس” حيث يوضح “عبد السلام” أنه يصنع في كل عام 2-3 أجهزة بقياسات مختلفة وهو يعمل حالياً أجهزة بحجم غرفة أي لصالح المشاريع الكبيرة، أما السعر فكان قبل الغلاء يتراوح بين 150-300 ألف حسب حجمه لكنه يرتبط اليوم بكلفته من الخشب والمواد الأولية اللازمة لصناعته، لافتاً إلى أنه تم تدريب بعض السيدات المهتمات بالصناعات الغذائية وربات المنازل للعمل عليه والاستفادة منه في تحضير أنواع مختلفة من العصائر والفواكه والخضار المجففة بطرق متعددة من خلال دورة أعدت لها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع بطركيه الروم الأرثوذكس في “السويداء” .
اقرأ أيضاً: سوريا: يافع يصمم ذراعاً الكترونية من بقايا محركات الألعاب