الرئيسيةيوميات مواطن

سوريون لم يتناولوا اللحم الأحمر منذ عيد الأضحى الفائت!

تهريب الثروة الحيوانية في جنوب البلاد يرفع أسعارها بشكل جنوني

سناك سوري – شاهر جوهر

آخر مرة حضر اللحم على مائدتها كان في عيد الأضحى الفائت، تعزو سعاد (53 عاماً) ذلك لارتفاع أسعار الماشية واللحوم أضعاف عما كان سابقاً، تقول في حديثها لـ”سناك سوري” «يستطيع الكبار في العائلة العيش بدون تناول اللحم، لكن الأطفال لا يبررون لك الغلاء، إنهم يشتهون كل شيء وأنا لا قدرة لي على تحمل تكاليف مطالبهم الغالية».

عائلة “سعاد” مثلها عائلات كثيرة في مناطق مختلفة من “درعا” و “القنيطرة” يشتهي أبناءها اللحم الأحمر الذي ارتفع سعره كثيراً ولم يعد لديهم قدرة على شرائه، ويربط الباعة هذا الارتفاع غير المسبوق بأسعار المواشي، علماً أن سعر كيلو الخروف يبلغ سبعة آلاف ليرة سورية وهو سعر مرتفع جداً مقارنة بالسعر قبل عدة أشهر حيث كان 2000 ليرة سورية تقريباً.

اقرأ أيضاً:كشك ذوي الدخل المهدود منكه بالبصل والثوم بدل اللحمة

لم تنحصر تلك الأسعار فقط في الأغنام بل طالت جميع منتجات الثروة الحيوانية كالأبقار والماعز والدواجن، حيث ارتفعت أسعار الأبقار بشكل كبير جداً، وقد أوضح “أدهم” وهو أحد تجار الأبقار في “القنيطرة” ذلك بالقول :«الأسعار ليست على ما يرام، إنها مرتفعة جداً ولا نية للانخفاض كما يبدو، فنحن بتنا نقدّر السعر بناءً على عمر البقرة، فمثلاً سعر بقرة بعمر ثلاثة أشهر كان قبل عدة أشهر هو 300 ألف ليرة سورية، أما اليوم فقد ارتفعت الأسعار وأصبحنا نقدر السعر بـ 150 ألف ليرة لكل شهر من العمر، يعني أن بقرة عمرها ثلاثة أشهر يحدد سعرها بـ 450 ألف ليرة وقد يزيد أحياناً».

“أبو جاسم” (55 عاماً) من سكان بلدة “البكار ” غرب “درعا” وهو مربي أبقار وأغنام قال في حديثه مع سناك سوري:« إن أسعار الماشية الحلوب يقدرها كمية الحليب وعمرها، فمثلاً يبلغ سعر بقرة تحلب 15 – 20 كيلو ما بين مليون ونصف المليون إلى مليوني ليرة سورية، وهي مبالغ ضخمة، كما يبلغ سعر أنثى الماعز الحلوب ما بين 185 ألفاً إلى 250 ألف ليرة، وفي بعض الأحيان تباع الماعز بـ 300 ألف ليرة وكذلك الأغنام، في حين تباع السخلة ذات الشهرين من العمر بـ 70 ألف ليرة».

اقرأ أيضاً:ارتفاع سعر “اللحمة الوطنية” …. “عم يتم تهريبها”

كل ذلك أدى لارتفاع أسعار اللحوم لدى القصّابين وكذلك أسعار الألبان والأجبان، حيث وصل سعر كيلو اللحم الأحمر كما يقول “رياض” (39 عاماً) وهو قصّاب من سكان مدينة “نوى” في “درعا”:« إلى 8000 ليرة، أي بارتفاع أكثر من ثلاثة آلاف ليرة خلال أشهر، فقد ارتفعت أسعار الذبائح بشكل كبير جداً، لهذا يلجأ بعض القصّابين لشراء “الوقائع” ذات السعر الأقل ثمناً، أي المواشي المريضة أو الهزيلة أو التي قام صاحبها بذبحها قبل وفاتها لسبب ما، وهو أمر يهدد الصحة وغير مضمون الجودة».

“أبو أحمد” أحد تجار المواشي يرجع أسباب ارتفاع الأسعار لعدة “عوامل” فيقول : « تراجعت أعداد الثروة الحيوانية نتيجة نفوق أعداد كبيرة منها بسبب الأمراض في أوقات ذروة الحرب، و قيام قسم كبير من المربين ببيع ماشيتهم كي لا تعيقهم في حركة نزوحهم المستمرة بسبب الحرب، كما يعود السبب الثالث لارتفاع تكاليف العلف والجريش كالقمح، والشعير، والبيقية، والتبن وغيرها».

يعزو آخرون السبب في ارتفاع الأسعار إلى دخول المواطن الأردني في مشاركة المواطن المحلي للاستهلاك في السوق المحلية وتمكنه من سحب و استجرار كميات كبيرة من اللحوم الرخيصة مقارنة بأسعار اللحوم في السوق الأردنية، ذلك من خلال تزايد عمليات التهريب التي تتعرض لها الثروة الحيوانية إلى دول الجوار مثل “الأردن” و”العراق” بكثرة في الفترة الأخيرة.

اقرأ أيضاً:سوريون يستعيضون عن اللحوم الحمراء بالسمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى