لم تمضِ ليلة يوم الاثنين على السوريين في منازلهم، بعد وقوع هزة أرضية جديدة عند الثامنة مساءً، والتي شعر بها أهالي عدة محافظات. فلم يجدوا سبيلاً لهم إلا شوارع مدنهم لتلافي الخطر.
سناك سوري – دمشق
ورغم أنها كانت أقل درجة من الهزة الماضية، حيث بلغت 6 على مقياس ريختر وعمق 21.1كم، حسب المركز الوطني للزلازل. إلا أنها أكثر امتدادا جغرافياً من السابقة، ليشعر بها أهالي “دير الزور”، “دمشق”، “حمص”، “حماه”، “اللاذقية” و”السويداء” بوضوح.
وكما في اللاذقية وحلب ودمشق وغالبية المحافظات السورية، بات قسم كبير من أهالي إدلب ليلتهم في الشارع، وقال “صالح”. إن الناس تفترش الطرقات متسائلاً كيف سيتمكن الإنسان من التعايش مع هذه الظروف. ولاسيما بعد أن رأى الناس وأطفالهم يفترشون الطرقات ليلاً. وكيف ستُمحى تلك المشاهد من ذاكرة الجميع.
وبدأت وسائل التواصل بنشر صور الناس في الشوارع بعد خروجهم في منازلهم، في أغلب المدن وتجمعاتهم وإشعال النار. للحصول على الدفء بعد أن اضطروا للبقاء فيه خوفاً.
اقرأ أيضاً:هزة جديدة تُخرج ملايين السوريين إلى الشوارع.. وهذه حصيلة الأضرار
ورغم شدة الكارثة، إلا أنها تركت أبعاداً أخرى، فاختفت شبكة الاتصالات، والتي سببت توتراً جديداً، ولاسيما بحضور رغبة. الكثيرين للاطمئنان على أهاليهم في المناطق الأخرى، أو للأشخاص المتواجدين خارج البلاد، ولم يفلحوا بالوصول لأهاليهم. لمعرفة أحوالهم.
فغابت شبكة الانترنت، وغابت الاتصالات في أصعب الأوقات وأكثرها اضطرارية، ليلجأ البعض من هم موجودون في الخارج، بنشر منشورات يرغبون بها بالاطمئنان عن أهاليهم في الداخل. كونهم لم يصلوا لأحد منهم. كما فعل “اسماعيل” و”محمد”.
اقرأ أيضاً:الكشف عن حصيلة أضرار الزلزال شمال سوريا .. 356 مليون دولار خسائر أولية
“الاتصالات” لم تكن الغائب الوحيد، إذ رافقتها الكهرباء المستمرة بالانقطاع رغم الظروف، فكان مشهد تجمعات الناس في الشوارع. أشد بِئساً من أضرار الزلزال، فكتب “بلال” أن أكثر ما يوجع القلب هو الظلام الدامس، مطالباً بأضوية للشوارع. أو إشعال الشموع. وأكدت “داليا” أن التقنين الكهربائي ودوام المدارس لم يتأثرا بالتقنين في “سوريا”.
يذكر أن أضراراً مختلفة حلت بعد وقوع الهزة الأخيرة، فتم تسجيل 84 حالة في طرطوس، حسب ما قال مصدر بالدفاع المدني لـ سناك سوري. من ضمنها حالة واحدة خطيرة لامرأة انهار عليها جزء من منزلها، ووفاة طفلة في “طرطوس” نتيجة إصابتها بصدمة عصبية بعد الزلزال. بينما باقي الحالات كانت بمعظمها اقتصرت على هلع وخوف وأذية نفسية.
وفي “حلب” تم تسجيل انهيار مبنيين أحدهما في حي بستان الباشا والآخر في حي “الصاخور” وهما خاليان من السكان. وأشارت مصادر بالدفاع المدني في المحافظة لـ سناك سوري أن أكثر من 100 حالة راجعت مشافي المحافظة نتيجة الهلع والخوف إضافة لرضوض وكسور. كحال باقي المحافظات التي شهدت الكثير من حالات الهلع والضرر النفسي.
اقرأ أيضاً:بسبب الزلزال .. أكثر من 300 مبنى في اللاذقية غير صالح للسكن