سوريا: مطاردة لص حاول سرقة بناء آيل للسقوط بفعل الزلزال
اللص ذو الحظ العاثر لن يفي ثمن مسروقاته بجهد حملِها.. لص بياكل من عرق جبينه
كانت الساعة تشير إلى الـ12 بعد منتصف الليل، حين دقّ الباب بعنف طلباً للنجدة “المحضر عم ينسرق قوم عجل”. صاح الجار بزوجي الذي هرع كما كلّ الجيران الآخرين ركضاً لإنقاذ “شوية براطيش وبعض الملابن” في المحضر الآيل للسقوط بفعل الزلزال.
سناك سوري-متعاطفة مع اللص
هرع الرجال إلى المحضر بينما جلسنا نحن “النساء” نراقب ما يجري من على سطح منزلي. لقد كان الحر شديداً وزاده التوتر البادي علينا. كيف ستنتهي المطاردة، هل يحمل اللص في جعبته أي قنابل، هل هو مسلح. هل سينتهي الوضع بكارثة من نوع ما؟
استمرت مطاردة اللص نحو ساعة من الزمن مشّط فيها الجيران كل زاوية من المحضر الذي حددته اللجنة الخماسية كمنزل آيل للسقوط. وانتهت دون الإمساك بالحرامي الذي ربما نجا بفضل دعواتي له.
حتى اللصوصية حظوظ، فهذا الحرامي قاده حظه العاثر لسرقة “براطيش وملابن” لن يفي ثمنها بجهد حملها. “لص بياكل من عرق جبينه”، قد يصح الوصف هنا بهذه الطريقة، المؤلم حقاً كانت جارتي التي لا تقل سوء حظ عن اللص. حيث تقيم مع طفليها وزوجها في منزلهما بقبو المحضر الآيل للسقوط لعدم توافر البديل أو المال اللازم لاسئتجار منزل آمن.
لقد عاش طفليها اللذين لا تتجاوز أعمارهما الـ4 سنوات، رعباً كبيراً، تكرر للمرة الثالثة. ففي المرة السابقة أصيب جدهما بحجر رماه اللص على المُطاردين ما أدى لإصابة بليغة في عينيه.
انتهى الحدث وعاد الجميع إلى منازلهم، اللص والمطاردين، فيما تدخلتُ بكل سذاجة أسألهم لماذا لم يكتفوا بإبلاغ الشرطة. لم يردوا بأي كلام، كعادة الرجال في هذه البقعة الجغرافية لا يعيرون أهمية لكلام النساء. فيما كانت نظراتهم لي كافية لأدرك أني لا أعيش في فيلم سينما. يلجأ فيه الناس إلى الشرطة المتأهبة لأي طارئ على مدار الساعة.