سوريا على صفيح ساخن … احتجاجات في الجنوب وتصعيد ومعارك في الشمال
مطار حلب تحت القصف واعتقال أبو خولة ينذر باندلاع معارك
تواصلت التظاهرات الاحتجاجية في “السويداء” لليوم التاسع على التوالي مع مواصلة المحتجين منع عدة دوائر حكومية من العمل.
سناك سوري _ دمشق
وانتشرت يوم أمس مقاطع مصورة من “السويداء” تظهر قيام محتجين بإغلاق مقر فرع حزب “البعث” في المدينة. بعد إغلاق مقرات أخرى للحزب في بعض بلدات المحافظة.
لكن التصعيد الأبرز أمس كان تداول صفحات محلية لبيان منسوب للعميد المتقاعد “نايف العاقل” ومجموعة من الضباط المتقاعدين. بعد لقائهم الرئيس الروحي للطائفة الدرزية “حكمت الهجري”. يطالب بتشكيل لجنة عسكرية بإشراف “العاقل” لتوحيد الفصائل والإشراف على عملها لتحقيق الأمن الاجتماعي على مستوى المحافظة.
ودعا البيان إلى تشكيل هيئة اختصاصية تضم جميع أطياف المجتمع في “السويداء” من فعاليات ومكونات. ودعم مطالب الحراك الشعبي ودعم الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254. فضلاً عن سحب الثقة من أعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية في السويداء وتشكيل مجلس إدارة مؤقت لتسيير شؤون المحافظة. والمطالبة بفتح معبر حدودي مع “الأردن” لتعزيز التنمية الاقتصادية في المحافظة.
ليأتي الرد من المكتب الإعلامي لـ”الهجري”. والذي قال أن البيان هو آراء شخصية تمثّل أصحابها ولا تمثّل موقف الرئاسة الروحية مطلقاً. وفق ما نقلت قناة “الميادين” بينما غاب البيان عن الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية للطائفة.
في حين بدا أن “العاقل” تراجع عن البيان. حين قال في تصريح لموقع “السويداء 24” أن ما تم تداوله عبر وسائل التواصل. ليس إعلاناً عن مشروع جديد. إنما هي اقتراحات فقط وخطة عمل مستقبلية للخروج من الواقع الراهن. مشيراً إلى أنه سينقل هذه المقترحات إلى كل الفعاليات الدينية والاجتماعية. ولكن لا يمكن تبنيها دون توافق عام من جميع الفئات في المحافظة.
واعتبر “العاقل” أن اقتراح تشكيل هيئة اختصاصية. جاء نتيجة الشلل الحاصل داخل مؤسسات الدولة بسبب الفساد المستشري والمحسوبيات وسوء الاختيار على حد تعبيره.
في الأثناء. ظهر مقطع مصور آخر لأحد الأشخاص في قرية “داما” بريف “السويداء” يدعى “سليمان عبد الباقي”. يقول أنه تم خطف أشخاص تابعين للحكومة السورية. رداً على توقيف ناشط يدعى “أيمن فارس” حاول الوصول إلى “السويداء” قادماً من “اللاذقية” وفق حديثه.
التصعيد يتجدد على جبهات إدلب
بموازاة أحداث “السويداء” عاد التصعيد العسكري للواجهة على جبهات “إدلب” وذلك بعد أن أقدم مسلحو “أنصار التوحيد” أول أمس على تفجير نفق في قرية “الملاجة” بريف “إدلب” الجنوبي. بينما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن مسلحي الفصيل سيطروا على القرية بعد التفجير.
التفجير فتح الباب أمام عودة المواجهات العسكرية. حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم في بيان رسمي أن الجيش السوري استهدف مقرات “الإرهابيين” رداً على الاعتداءات التي استهدفت المواقع والنقاط العسكرية في ريفي “حماة” و”إدلب”.
وقال البيان أن القوات السورية وبالتعاون مع الطيران الروسي نفذت ضربات جوية وصاروخية لمقرات “أنصار التوحيد” و”جبهة النصرة” جنوب “إدلب” ما أدى لتدميرها بالكامل بما فيها من أسلحة وعتاد وذخيرة. مضيفاً أن الضربات أودت بحياة أعداد كبيرة من المسلحين عرف منهم “محمود سرميني” و”ممدوح علوش” من “جبهة النصرة”. و”أبو ريان موعه” و”أبو قسورة الغربي” من “أنصار التوحيد”.
قصف إسرائيلي يضرب مطار حلب
وفي ظل الأجواء الحامية التي تعصف بالبلاد. جاء القصف الإسرائيلي ليستهدف مطار “حلب” الدولي ما أدى لخروجه عن الخدمة.
وأفادت وزارة الدفاع السورية أن العدوان الجوي جاء من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية وقد أدى لحدوث أضرار مادية بمدرج المطار وخروجه عن الخدمة.
تصعيد مفاجئ بين قسد ومجلس دير الزور العسكري
أعلنت “قسد” يوم أمس عملية عسكرية تحت عنوان “تعزيز الأمن” قالت أنها تهدف لملاحقة خلايا “داعش” في الضفة الشرقية لنهر الفرات وتحديداً في “دير الزور”.
وأضاف بيان “قسد” أن العملية تهدف كذلك إلى « تعقب المجرمين الذين ارتكبوا مظالم بحق السكان وإنفاذ القانون. وملاحقة المهربين الذين يتاجرون بلقمة عيش الأهالي».
لكن الخطوة المفاجئة كانت قيام عناصر “قسد” باعتقال قائد مجلس “دير الزور” العسكري “أحمد الخبيل” الملقب باسم “أبو خولة” بعد قدومه إلى “الحسكة”.
وظهر القيادي في المجلس “جلال الخبيل” في مقطع مصور على “تويتر” مؤكداً اعتقال “أبو خولة” بعد دعوته لاجتماع في قاعدة “الوزير” بالحسكة. ومحاصرة قادة المجلس الذين رفضوا تسليم أنفسهم على حد قوله. داعياً أبناء عشيرة “العكيدات” إلى مهاجمة حواجز “قسد” ومحاصرة مقراتها إلى أن يتم الإفراج عن قائد المجلس.
ويعد مجلس “دير الزور” العسكري. جزءاً من مكونات “قسد” وغالبية مقاتليه من العشائر العربية في “دير الزور”. وقد سبق أن ظهرت خلافات بين “أبو خولة” وقيادات “قسد” لكنها كانت تنتهي دون الوصول إلى هذه المرحلة من التصعيد.
ولم تعلّق “قسد” حتى الساعة على حادثة اعتقال “أبو خولة” والأسباب التي تقف وراءها. فيما ذكر موقع “فرات بوست” أن اشتباكات وقعت في قرية “الربيضة” بين عناصر مجلس “دير الزور” العسكري من جهة وعناصر “قسد” من جهة أخرى ما أودى بحياة 3 عناصر من المجلس وإصابة 8 آخرين بجروح.
كما اندلعت اشتباكات مماثلة في ناحية “الصور” أودت بحياة “محمد أحمد الهباب” وأحد عناصر المجلس.
ورداً على حملة “قسد” انطلقت موجة احتجاجات تخللها قطع طرقات على خط الخابور الشرقي شمال “دير الزور” وفي بلدات “جديد بكارة” و”ذيبان” وقرية “الشنان” التي شهدت أيضاً اشتباكات مع “قسد”. كما قطع محتجون الطريق الواصل بين مدينة “البصيرة” وحقل “العمر” النفطي.
وبحسب المصدر فإن حالة من الترقب تسود المنطقة مع حديث عن استقدام تعزيزات عسكرية من الطرفين. وإمكانية فرض حظر للتجول في “الحسكة” و”دير الزور” حتى يتبيّن ما ستؤول إليه الأمور.
سوريا على صفيح ساخن
مشهد غير مطمئن على امتداد جغرافيا البلاد من أقصى جنوبها حيث تتواصل الاحتجاجات. إلى شمالها حيث تصعيد “إدلب” وقصف العدو الإسرائيلي. إلى شرقها حيث الخلافات الداخلية بين “قسد” و”مجلس دير الزور” العسكري. مروراً ببقية المحافظات التي يئنّ أهلها على وقع الغلاء المعيشي والأوضاع المعيشية المتدهورة.