سوريا: سوء الأوضاع المعيشية ينغص فرحة الحرية
أسر سورية تكابد معاناة شاقة بانتظار الحصول على دعم مالي عاجل

لم يستطع “أبو لؤي” الحصول على راتبه التقاعدي حتى اليوم وهو مصدر دخله الوحيد في الحياة ويعينه وزوجته على تأمين جزء من متطلبات حياتهما.
سناك سوري-دمشق
يقول “أبو لؤي” وهو من محافظة اللاذقية لـ”سناك سوري”، إن راتبه على قلّته يكفيه ثمن خبز وبعض الخضروات، ويبدي استغراباً من عدم نزول الراتب عبر الصرافات بعد. مطالباً السلطات في سوريا باتخاذ خطوات جادة لتأمين رواتب المتقاعدين من كبار السن.
وارتفعت المحروقات كثيراً منذ تم تحرير سعرها من قبل حكومة تسيير الأعمال بعد إسقاط النظام. وبات سعر جرة الغاز نحو 200 ألف ليرة على البطاقة، وخارجها تباع بين 300 إلى 350 ألف ليرة، بينما تشكل أجور الطريق بعد رفعها مشكلة حقيقية لدى الجميع موظفين وطلاب.
الأعمال توقفت والوضع بحاجة إلى منحة عاجلة
“لوريس” 45 عاماً تعمل كمصففة شعر في العاصمة دمشق، قالت لـ”سناك سوري”، إن العمل شبه متوقف منذ سقوط النظام، حيث توقفت معظم الأعمال بما فيها أعمال مصففي الشعر وبعض الورشات كذلك العديد من المعامل.
وأضافت أن زوجها كان يعمل لدى معمل منظفات بالقطاع الخاص، والعمل أيضاً توقف، ما يجعلها اليوم تواجه الحياة مع طفليها وزوجها بدون أي نقود، حتى لشراء عدة أرغفة من الخبز، ولا تمتلك شيئاً لتبيعه.
عبر الفيسبوك، علت عدة أصوات تطالب بمنح مساعدة عاجلة لكل الأسر السورية. يقول المحامي “فراس سعيد” من مدينة سلمية، عبر صفحته الشخصية بالفيسبوك، إن جيوب الناس نفذت من المال الذي تم صرفه على شراء الاحتياجات الأساسية من طعام وأجار مسكن وأجور مواصلات، بالتزامن مع توقف معظم الأعمال والمشاغل والمصانع والورشات.
“سعيد” أضاف أنه يعرف عوائل كاملة لم يتبق لديها أي مال لشراء الطعام، ولا تمتلك أي مورد مالي حالياً.
أما “قيس” وفي تعليق له عبر فيسبوك، قال إنه يدفع أكثر من 50 ألف ليرة يومياً أجرة نقل من القدموس إلى طرطوس للوصول إلى دوامه. مضيفاً أنه يستدين أجرة الطريق لانعدام أي عمل آخر حالياً بسبب قدوم فصل الشتاء. واقترح حقنة إسعافية للعوائل السورية بتقديم 100 دولار لكل عائلة ليستطيعوا تدبر أمورهم مبدئياً.
المواد متوفرة بغزارة لكن لا نقود
الناشطة في الشأن الإنساني، “سلوى زكزك” أثارت عبر صفحتها الشخصية بالفيسبوك، موضوع ارتفاع أسعار المحروقات، وقالت إنه جعل من التنقل قضية مكلفة للغاية وصعبة، مضيفة أن المواد متوفرة بغزارة لكنها ليست بمتناول يد الجميع.
وقالت إن معاناة طلاب الجامعة ازدادت نتيجة أجور النقل، خصوصاً بالنسبة للطلاب الذين يعيشون في ضواحي دمشق وريفها البعيد. مشيرة أن التنقل بين المحافظات كذلك بات مكلفاً جداً، وتابعت: «ناطرة الناس تروق الأسعار ويخف الضغط عالعيل يلي عندها طلاب وموظفين».
يذكر أن الأوضاع المعيشية في سوريا أساساً سيئة، وغالبية السوريين بالكاد يتدبرون أمورهم بالرواتب القليلة التي يحصلون عليها سواء من القطاع العام أو الخاص. واليوم ونتيجة توقف الأعمال ازدادت الظروف مأساوية، وسط حاجة ماسة للمساعدات الأممية العاجلة.