سوريا: توقيف محامية بجريمة الكترونية ليوم واحد يغضب المحامين!
المحامون يتضامنون مع زميلتهم والصحفيون يتحسرون
سناك سوري_ دمشق
أثارت قضية توقيف المحامية “عهد قوجة” يوم الأربعاء الماضي ليلة واحدة ردود فعل واسعة في أوساط المحامين السوريين الذين عبّروا عن رفضهم توقيف زميلتهم دون سبب وجيه.
حيث أمضت المحامية “قوجة” ليلة الأربعاء الماضي في نظارة “الأمن الجنائي” في “دمشق” على خلفية اتهامها بـ”تحقير القضاء” خلال منشوراتها عبر “فايسبوك”.
وتروي “قوجة” في حديثها لقناة “روسيا اليوم” أنها وصفت العدالة في أحد المنشورات بـ “العمياء” وذلك على خلفية تدخلها في قضية تتعلق باستجرار أحد المطاعم في “بلودان” لمياه نبع “أبو زاد” وبيعها بشكل مخالف للقانون في المطعم.
حيث أدى الوصف الذي استخدمته “قوجة” إلى استدعائها لفرع “جرائم المعلوماتية” والتحقيق معها بتهمة “تحقير القضاء”، فيما طلب المحامي العام بريف “دمشق” عرض التحقيق عليه فقامت دورية بنقل المحامية إلى قصر العدل قرابة الثالثة والنصف بعد ظهر الأربعاء حيث لم يكن المحامي العام موجوداً.
وبحسب “قوجة” فإنها أوقفت في الشارع مع دورية “الأمن الجنائي” أمام قصر العدل حتى العاشرة والنصف ليلاً حينما تم إخبارهم أن المحامي العام لن يأتِ ولم يبادر في الوقت ذاته إلى إصدار أمر بترك المحامية ولو هاتفياً رغم استطاعته فعل ذلك وفق “قوجة” التي قالت أنها أمضت ليلة في النظارة مع متهمات بقضايا مخدرات وآثار وغيرها.
وتقضي القوانين النقابية حضور ممثل لنقيب المحامين عند محاكمة أي محامي بتهمة ما، حيث رافق “قوجة” ممثل للنقابة لدى عرضها على قاضية في اليوم التالي حين تم إصدار أمر بـ “الترك” مع تحريك الادعاء بتهمة “تحقير القضاء”.
اقرأ أيضاً:الصحافة أسيرة الصمت… وسام الطير وسونيل علي “لاتندهوا مافي حدا”
قضية توقيف المحامية ليوم واحد أثارت سخط المحامين الذين نشروا على نحو واسع مواقفهم الرافضة لتوقيف زميلتهم والمتضامنة معها إضافة إلى أن القضية لاقت صدىً واسعاً في عدة وسائل إعلامية، في المقابل شهدت “سوريا” حالات متعددة لتوقيف صحفيين لم تلقَ حديثاً عنها في كثير منها إلا بالحد الأدنى.
حتى أن بعض الصحفيين الذين تمّ اعتقالهم سابقاً لم يتم ذكر قضيتهم حتى في الوسائل التي يعملون بها ولم تلقَ قضاياهم أي حملات تضامن إعلامي إلا فيما ندر وعلى نطاق ضيق جداً، ولم نسمع مواقف واسعة من الصحفيين ترفض التوقيف بهذا الشكل على غرار ما فعل المحامون!
من جهة أخرى يغيب دور “اتحاد الصحفيين” عن التضامن مع الصحفي حين يتم اعتقاله فلا يجد مساندة أو حضوراً لممثل عن الاتحاد يوحي له بوجود نقابة داعمة له كما تفعل نقابة المحامين!.
وإن كانت مهمة الصحفي نقل الحقيقة وهموم الناس ومشاكلهم وقضاياهم فإن من حقه أيضاً ضمان الحماية من التوقيف بل وبالحد الأدنى تواجد دعم ومساندة له في حال تعرّض للاعتقال ليعرف أن أحداً ما سيطالب بالإفراج عنه وسيقف إلى جانبه ويتضامن مع حقه في ممارسة مهنته.
إلى أن تأتي تلك اللحظة فإن لسان حال الصحفيين يقول ( ليش ما صرنا محامين؟ الله يصلحنا ع هالمهنة ويجعل اتحادنا متل نقابة المحامين).
اقرأ أيضاً:اعتقال “وسام الطير” يضع اتحاد الصحفيين في موقف مُحرج