سوريا تودع حسن الحفار مؤذن الجامع الأموي وشيخ المنشدين السوريين
وصلات حلب.. ألبوم استثنائي للشيخ الراحل ضم ثلاث اسطوانات
كسر أهالي “حلب” يوم أمس الإثنين كل الاحتياطات من فيروس كورونا الذي يجتاح العالم. وذلك حتى يشاركو في تشييع جثمان الشيخ ” حسن حفار” ابن المدينة الذي شكل جزء أساسيا من الحياة الإجتماعية لأبنائها خلال أكثر من خمسين عام.
سناك سوري – حلب
يعد الشيخ الراحل من آخر شيوخ الطرب في “بلاد الشام” وهو مولود في مدينة حلب عام 1943. وقد ساهم خلال أكثر من نصف قرن في نشر وإحياء الأناشيد الإسلامية والموشحات الأندلسية والقدود الحلبية.
كان الحفار ملماً بالتراث الغنائي الحلبي من قدود وموشحات وقصائد. ودرسَ أصول الإنشاد والتجويد ومقامات الموسيقى العربية الكلاسيكية. في بدايته لفت صوته وموهبته كبار المشايخ والمنشدين أمثال “صبري مدلل” و”بكري كردي” و”عبد الرؤوف الحلاق”. ومالبث أن تمرس في مجالي الإنشاد والتجويد القرآني، ليصبح مؤذناً في الجامع الأموي الكبير بـ “حلب”.
خص “معهد العالم العربي” في باريس الشيخ “حسن حفار” بألبوم استثنائي. وحمل عنوان “وصلات حلب” وضم ثلاث أسطوانات، تعطي فكرة شبه كاملة عن فن الغناء الحلبي وطقوس “الحفار”.
اقرأ أيضاً:وفاة أول سوري مصاب بفايروس كورونا
أجرت إذاعة نينار أف إم في التاسع من نوفمبر ٢٠١٩ حواراً مصوراً كان الأخير لشيخ المنشدين ومن أبرز ماجاء في اللقاء قوله عن الإنشاد في الوقت الحالي: «تغير كثيراً، كل جيل وله أهله. أنا عاصرت ثلاثة أو أربعة أجيال لم يكن على زماننا مايحدث اليوم. حالياً يريدون السرعة والرقص لم نفهم منهم شيء لا موشح ولا قصيدة ولا موال عندما شاهدت هذا الواقع ابتعدت». وأضاف :«حفظت قصيدة وعمري عشرين سنة لا أستطيع إلقاءها حالياً لأن شباب هذه الأيام لن يفهموا معانيها».
وعن أرشيفه الإنشادي إذا ماكان محفوظاً قال: «أن كل أرشيفه المسجل قد ضاع مع الكثير من المقتنيات في الحرب. ولم يتبقى من الأرشيف الا الموشحات والأدوار المتداولة على مواقع الإنترنت وأن البعض اتصل به من محافظات سوريّة مختلفة وأطلعوه أن لديهم مايوثق ٥٠٠ تسجيل صوتي ومرئي له».
كان سبق أن كتبت الفنانة السورية “ميادة بسيليس” على صفحتها الخاصة على الفيسبوك تعقيباً على اللقاء مع الشيخ الراحل قائلة:« الشيخ “حسن حفار” علم من أعلام “حلب”. وأنا كنت محظوظة بلقائه عنا بالبيت وقت اجا مع سمير طحان وعلمني موال( نار المهيمن عجب) ياريت يتعلموا هالمطربين من الكبار التواضع والبساطة والمعلمية».
تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لـ “عمر حفار” ابن الشيخ الفقيد يحكي فيه عن اللحظات الأخيرة لوالده قائلاً :« طلب مني أن أنام إلى جانبه وقال أنا معزوم عند سيدنا النبي اليوم معزوم الليلة على عرس فيه سيدنا الحسن والصحابة وتأخرت عليهم كثير».
اقرأ أيضاً:أنباء عن وفاة مريض يشتبه أنه مصاب بالكورونا شمال سوريا
https://youtu.be/Tawz0aliKo8