سوريا تفتح العام بأبشع الجرائم.. تراكمات الحرب أم حالات شاذة؟
جرائم فريدة من نوعها تجتاح البلاد.. وحدث يظهر خبرة البالغين بالعنف
شهدت سورية افتتاحية دموية للعام الجديد بجريمتي قتل ضمن الأسرة الواحدة شغلتا الرأي العام السوري من جهة، وأجهزة الدولة من جهة أخرى لإلقاء القبض على الجناة، بينما كانت جرائم أخرى تقع هنا وهناك لا تقل أهمية وإن كانت تقل دموية عن سابقتي الذكر.
سناك سوري – دمشق
نوعية الجرائم التي افتتح فيها العام وأعدادها الكبيرة التي تم رصدها خلال الأيام التسعة الأولى من العام الجديد تنذر بخطر واضح جداً لارتفاع منسوب العنف وثقافته في البلاد وهو ارتفاع يراه البعض جزءاً من تراكمات الحرب بينما يراه بعض ممثلي أجهزة الدولة حالات شاذة عن مجتمعاتنا.
قتل الأمل
آخر الجرائم وأبرزها كانت في ريف دمشق 08/01/2022 عندما أقدم شاب على محاولة التحرش بشقيقته 11 عاماً والتي رفضت الاستسلام له فما كان منه إلا أن قتلها ذبحاً بأداة حادة ومن ثم أحرق جثمانها وفق ما تقول وزارة الداخلية السورية التي نشرت فيديو بالأمس عن الحادثة ويظهر فيه الفتى المتهم بالقتل ويروي تفاصيل ماقام به بشكل ملفت للنظر حول قدرته على التنفيذ والتخطيط لإخفاء أدوات الجريمة ومن ثم ذهب إلى خالته.
علماً أن الفتى الذي ارتكب الجريمة مازال حدثاً دون السن القانوني ويبدو من حديثه أنه لم يتجاوز حتى بدايات المراهقة والبلوغ.
قتلت أمل على يد شقيقها المراهق الذي أظهر خبرة كبيرة في فعل الجريمة والتستر عليها.. كيف تعلم هذه الخبرات!؟
آيات ضحية العنف الأسري والزواج المبكر
في دمشق كانت حادثة مقتل الشابة “آيات الرفاعي” بداية العام الجاري تهز البلاد بأكملها خلال الأيام الماضية وتطلق صفارة إنذار شديدة حول الزواج المبكر والعنف الأسري.
“آيات” التي تزوجت قاصراً بقرار أسرتها وبيت زوجها، كانت تتعرض للعنف الجسدي خلال السنوات الماضية قبل أن يتفاقم العنف تدريجياً ويصل حد مقتلها في بيت زوجها وبمشاركة أفراد عائلته الذين حاولوا التستر على الجريمة قبل أن يتم كشفها، حيث قتلت الفتاة نتيجة الضرب على يد زوجها وبعض أفراد أسرته وفق مابثته الداخلية من اعترافات في 4 كانون الثاني 2022.
الحادثة دفعت الآلاف على السوشل ميديا وفي المجتمع لمواجهة زواج القاصرات وتجريم العنف الأسري بشكل علني وواضح وفي نص قانوني شديد العقوبة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الجرائم.
اقرأ أيضاً: زوجة عشرينية وطفل رضيع.. وأب لا يوفر فرصة لممارسة رجولته بالعنف
لص يقتل طفل رضيع!!!
إلى حماة وسط سوريا كانت جريمة قتل رضيع لم يتجاوز أشهره الستة تدوي في كل البلاد، لكن هذه المرة المتهم لص وفق ماتقول الرواية المتداولة والتي لم تؤكدها حتى اللحظة وزارة الداخلية السورية مايعني أن التحقيقات ماتزال مستمرة واحتمالية تغير المعطيات لازال قائماً ولايمكن بعد الجزم بسبب الوفاة.
الطبيب الشرعي “زاهر حجو” قال بحسب إذاعة شام إف إم إنه تم العثور على جثة طفل يبلغ من العمر 6 أشهر ضمن خزان مياه، في قرية “كفراع” بريف “حماة” الشمالي الشرقي، والذي قالت الإذاعة إنه توفي غرقا بعد أن رماه لص دخل المنزل بقصد السرقة، بينما تعرضت الأم للضرب.
طفلة تكذب لتنجو من العنف المنزلي
حوادث العنف المنزلي، التي أودت بحياة الشابة “آيات الرفاعي” مطلع الشهر الجاري، عادت لتظهر مجدداً، من خلال طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، اضطرت للادعاء بأنها ضائعة حتى تصل إلى مركز الشرطة، وهناك قالت إنها هربت من منزل جدتها نتيجة المعاملة السيئة من قبل زوجة والدها المسجون.
وفي الـ4 من كانون الثاني الجاري، أعلنت الداخلية إلقاء القبض على قاتل “أحمد” في “القنيطرة”، والذي لقي حتفه جراء تعرضه لعدة طعنات بقصد السرقة.
اقرأ أيضاً: سوريا.. 3 أطفال ضحايا العنف الأسري بيوم واحد
جرائم من نوع آخر
إلى جانب حوادث القتل والعنف المنزلي، برزت حوادث سرقة كثيرة، ففي “طرطوس” قالت الداخلية في الـ8 من الشهر الجاري، إنه تم إلقاء القبض على عصابة امتهنت تكسير زجاج السيارات وسرقة محتوياتها، كما ألقى فرع الأمن الجنائي بطرطوس قبل ذلك بيوم واحد القبض على شخصين أقدما على سرقة عدة منازل ومحلات تجارية في المحافظة، وفي السادس من الشهر ذاته ألقى عناصر مخفر معمل الأسمنت القبض على أحد السارقين في شاليهات ومطاعم في محلة “بصيرة” وتم استرداد المسروقات، وبتاريخ الثالث من كانون الثاني الجاري، تم توقيف عصابة سرقة واستعادة كافة المسروقات أثناء محاولتهم بيعها في طرطوس وهي عبارة عن مضخات مياه ودراجة نارية وكمبريصة كهربائية.
وفي “اللاذقية” وثقت الداخلية أيضاً عدة جرائم سرقة خلال الشهر الجاري، إحداها في الـ4 منه، حيث تم توقيف ثلاثة سارقين في منطقة “الحفة”، وفي اليوم الـ3 منه، ألقى فرع الأمن الجنائي في “اللاذقية” القبض على سارقي مصاغ ذهبي وأشياء أخرى من عدة منازل بالمحافظة، إضافة لتوثيق عملية القبض على شبكة مؤلفة من 14 شخص بتهمة تجارة وترويج المواد المخدرة باللاذقية وريفها بتاريخ الـ5 من الشهر الجاري أيضاً.
اقرأ أيضاً: اللاذقية: قتل صديقه بالرمل الجنوبي والشرطة قبضت عليه بأربع ساعات
في “حماة” وبناحية “جب رملة” بمنطقة “مصياف” تحديداً، كشفت شرطة الناحية عصابة سلب وسرقة أوقفت معظم أفرادها وصادرت أسلحتهم الحربية بتاريخ الخامس من الشهر الجاري، كما تم توثيق القبض على عصابة سارقي دراجات نارية وكهربائية في “دمشق” من قبل شرطة قسم “الشاغور” بتاريخ الثامن من شهر كانون الثاني الحالي.
تجارة وحيازة المخدرات وتعاطيها والترويج لها جرائم شهدها المجتمع خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تم بتاريخ الخامس من الشهر الحالي توقيف فتاة في “جرمانا” ومصادرة مسدس حربي وقنبلة و مواد مخدرة كانت بحوزتها، كما ألقى فرع مكافحة المخدرات في “دمشق” بتاريخ الثالث من الشهر الحالي القبض على مروج مخدرات وعثر في منزله على تسعة آلاف حبة مخدرة، وفي الثاني من الشهر الحالي تم القبض على أربعة أشخاص في “حلب” يقومون بترويج وتعاطي المواد المخدرة والتعامل بالعملة السورية المزورة.
“اللاذقية”، أعلن أمس الأحد عن تسليم الطفلة ذات الـ10 أشهر، “روح”، إلى دار الأيتام في “دمشق”، بعد أن تم العثور عليها على باب أحد المشافي الخاصة في المدينة، ومن ثم تسليمها لمشفى الأطفال حيث بقيت فيه 4 أيام بانتظار سؤال أهلها عنها، قبل ان يتم تحويلها إلى دار الأيتام، وقد أثارت الحادثة سجالاً كبيراً في السوشل ميديا.
جرائم سرقة الأكبال الكهربائية انتشرت في “حماة” و”ريف دمشق” حيث تم بتاريخ الخامس من الشهر الجاري توقيف عصابة مؤلفة من سبعة أشخاص تمتهن سرقة الكابلات الكهربائية في ريف منطقة سلمية بحماة، حيث يقومون بإيهام المواطنين أنهم يعملون على صيانة وإصلاح الاكبال ثم يقومون بسرقتها وبيعها، كما ألقت شرطة ناحية “الكسوة” بتاريخ الثالث من الشهر ذاته القبض على أشخاص يمتهنون سرقة الأكبال الكهربائية في “ريف دمشق”.
يذكر أن تلك الحوادث جرت خلال فترة زمنية لا تتعدى الـ9 أيام، ما يعتبر مؤشراً هاماً على ارتفاع منسوب الجرائم في البلاد، فهل هذا ناتج عن تراكمات الحرب أم أنها حالات شاذة برأيكم؟
اقرأ أيضاً: السرقة مجدداً.. مواطنون بلا كهرباء منذ ثلاثة أيام