أخر الأخبارالرئيسيةفن

سوريا تغيب عن تشييع زياد الرحباني .. مفارقة تاريخية لم يتخيلها أحد

مَن هو الفنان السوري الوحيد الذي شارك في عزاء زياد .. ولماذا غاب بقية فناني سوريا؟

رغم الإيمان العميق بأن التاريخ دائماً ما يحمل مفاجآت تصل حدّ العبث فقد كان من المستحيل لأحد أن يتوقّع من هو الفنان السوري الذي سيشارك في عزاء “زياد الرحباني”.

سناك سوري _ محمد العمر

ولن يخطر حتى ببال “زياد” نفسه الذي أقام اثنتين من أجمل حفلاته تاريخياً عامي 2008 و2009 في قلعة “دمشق”، أن حضور الفنانين السوريين في عزائه سيقتصر على اسم واحد، بل وأن هذا الاسم لم يكن إلا “علي الديك”.

هذا ليس تقليلاً من “علي الديك” بل غرابةً في غياب الآخرين، غرابةً من أن “زياد” الذي طالما كان معجباً بفن “سوريا” وفنانيها وكان يستقدم الموسيقيين منها إلى فرقته لإعجابه بالتزامهم وإتقانهم لمهنتهم، لم يتوقّع حجم غيابهم في عزائه.

أما على صعيد الجمهور، فالأجيال السورية الممتدة على ثلاثة عقود، وتربّت على أغاني “زياد” ومسرحياته وحفظت حواراته وبرامجه الإذاعية وشغفت بمتابعة مقابلاته التلفزيونية، كانت ترسم في خيالها صورة مغايرة كلياً لرحلة وداع “زياد”، أقلّها إقامة تشييع رمزي له في “دمشق” التي وصفها ذات يوم بأنها “عاصمة أساسية”.

وقد يرجع البعض ما حدث إلى تغيّر الظرف السياسي في البلاد، وتصنيف مواقف “زياد” على أنها موالية للنظام السوري السابق، ما يمنع حالياً إبداء الحزن على رحيله أو فتح عزاء له في العاصمة السورية أو توجّه وفود جمهوره السوري إلى “بيروت” لحضور عزائه.

بينما اكتفت الصفحة الرسمية لنقابة الفنانين السورية بعبارة “وداعاً .. الفنان الكبير زياد الرحباني”، فيما لم تصدر أي تعزية من وزارة الثقافة السورية مثلاً، حتى من باب الواجب تجاه “فيروز”.

غابت “سوريا” عن تشييع “زياد”، حتى الأحزاب اليسارية والشيوعية -باستثناء حزب الإرادة الشعبية- لم تصدر بيان تعزية برحيل “الرفيق الشيوعي”، ولم تغصّ الطرقات في “دمشق” بجمهوره ومحبيه الذين اكتفوا بالتعبير عن حزنهم عبر فيسبوك حين حالت الظروف بينهم وبين الشوارع.

زر الذهاب إلى الأعلى