سوريا: المياه والهواء والتربة ملوثون في المدينة بسبب مكب نفايات
الأهالي يتحدثون عن ارتفاع نسبة الأمراض وتكرر مراجعاتهم للأطباء
سناك سوري- خاص
يشكل مكب النفايات الواقع بالقرب من حي “الهلالية” إحدى أقدم أحياء مدينة القامشلي خطراً كبيراً يهدد الحي والمدينة معاً، فهو ينشر الروائح الكريهة التي يستنشقها الكبار والصغار على مدار الساعة عدا عن تلويثه عشرات الآبار الخاصة بتغذية المدينة بالمياه.
مكب النفايات الواقع على بعد أقل من 2 كيلو متر من الحي الذي يتمتع بكثافة سكانية عالية يشكل إزعاجاً يومياً لأهالي الحي ومنهم أسرة “نوري فخري” الذي تحدث لـ سناك سوري عن معاناتهم التي تضاعفت في فصل الصيف :«كون الكثير من الأسر تنام مساء فوق أسطح المنازل، ويضطرون لاستنشاق الهواء المنبعث من عملية حرق النفايات، وأطفالنا أكثر ضرراً، وقد زادت زياراتنا للأطباء بسبب هذا الوضع، معبراً عن استغرابه من قيام الجهات المختصة بمعالجة مشكلة النفايات بمشكلة أكبر منها وهي الحرق والتي تنشر السموم في الهواء».
آثار سلبية أخرى لتجميع النفايات في المكب تحدث عنها المهندس المختص في مجال البيئة “عمر سرحان” حيث يقول: «المشكلة الأكبر تكمن في وجود محطة المياه بالمنطقة، حيث تضم أكثر من 50 بئراً تغذي نسبة كبيرة من منطقة “القامشلي” بالمياه، ومن الناحية العلمية يمكن أن تتسرب مخلفات النفايات السامة إلى جوف الأرض وتتسبب في تلوث المياه الجوفية وهو ماسيؤدي لنقل الكثير من الأمراض لجسم الإنسان، مبيناً أن لحرق النفايات المتنوعة التي يحويها المكب من مخلفات بلاستيكية وطبية وأكياس النايلون ضرر كبير على البيئة والتربة معاً».
رئيس مجلس مدينة “القامشلي” المهندس “سهيل رهاوي” يأمل من جهته وضع حل للمكب الواقع خارج سيطرتهم موضحاً أنهم فقدوا آلياتهم مع بداية الحرب لذلك فالمجلس غير قادر على معالجة الواقع الذي يشتكي منه الأهالي.
وتنتشر مكبات القمامة في مناطق مختلفة من أنحاء البلاد والتي يتم معالجتها بالحرق وتتسبب بالكثير من الأذى والضرر للمواطنين دون أن تتمكن الجهات المختصة من إيجاد الحلول الناجعة لها.
يذكر أن المكب يقع في منطقة تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “مسد”، وقد سبق لها أن وضعت يدها على آليات البلدية التابعة للحكومة في أكثر من مكان بالمدينة.
اقرأ أيضاً:الدخان والسموم يملآن أجواء اللاذقية بسبب “مكب البصة”
