سوريا: إهانة وضرب شبّان بتهمة “التلطيش”.. جدل حول العقوبة
أصوات رافضة للعقوبات البدنية .. ودعوات لحصر تطبيق العقوبات بالنظام القضائي

أثار مقطع مصوّر يظهر مسلحين ألقوا القبض على شابين بتهمة “تلطيش” الفتيات وقاموا بإهانتهم بشكل علني وضربهم على أيديهم وحلق شعرهم بالكامل جدلاً حول قانونية هذا النوع من العقوبات وجدواه.
سناك سوري – دمشق
واستطلع سناك سوري آراء متابعيه حول الحادثة التي تنوعّت وجهات النظر حيالها، حيث رأت “شادية” أن «الخوف يولّد الفوضى»، علماً أن العقاب البدني يؤدي إلى تزايد العنف والكراهية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
من جانبها، تساءلت “هبة” عن غياب دور القانون في التعامل مع مثل هذه الحالات: «وين القانون والمحاكم؟ نحن بباب الحارة؟!»، في وقتٍ تكررت فيه الدعوات في أكثر من حادثة ومناسبة لإحالة أي مرتكب إلى القضاء وعدم التعدّي على اختصاص القضاء عبر تنفيذ أحكام غير قانونية وبطرق غير مشروعة.
أما “شادي” فاقترح بدائل للعقاب مثل إلزام المخطئين بتنظيف المدرسة أو الشوارع لمدة أسبوع كوسيلة أكثر إيجابية.
من جهة أخرى، عبّر “حسين” عن تأييده للعقوبة، معتبرًا أن هذا الجيل يفتقد للانضباط والاحترام: «ما قصّروا. هاد الجيل لا عنده احترام ولا خوف من حدا». بينما حمّل “أمير” المسؤولية لأهالي الشبان قائلًا: “«بوركت يمينكم، لا يصح إلا الصحيح. علّموهم وربّوهم هم وأهلهم المقصرين في تربيتهم».
“طالب” تساءل عن العقوبة في الدين الإسلامي: «يا ترى بالدين الإسلامي شو عقوبة التلطيش؟ هل هي التشهير وحلاقة الشعر والشتم والضرب؟».
وعلى الرغم من أن “التحرّش اللفظي” يعدّ مخالفة قانونية تستوجب العقوبة والتأكيد على عدم تبرير “التحرّش” تحت أي مسمّى، إلا أن اتّباع الطرق القانونية في المحاكمة والمحاسبة يعدّ الوسيلة الأنسب لترسيخ سيادة القانون على يد السلطة القانونية فقط لا أن تتحوّل العقوبات إلى مزاجية من يريد لتطبيقها.
الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد سبق وأن انتشر مقطع مصور لشاب اتهم بـ”تلطيش” الفتيات في الشوارع وتم تقييده وإجباره على الاعتراف بما فعل بصوتٍ مرتفع على مرأى من الناس في الشوارع، فضلاً عن حوادث أخرى أظهرت اعتداءات على أشخاص وضربهم وإجبارهم على القيام بأفعال مهينة وتصويرهم بعد توجيه اتهامات مختلفة لهم.
ويفتح الانفلات في تنفيذ عقوبات غير قانونية الباب أمام الفوضى وتغييب دور النظام القضائي، وسيادة القانون ما قد يؤدي لرفع معدلات العنف وإثارة مشاعر الانتقام والكراهية.