بعيداً عن الظروف المعيشية الحالية.. برأيكم هل من الضروري تشجيع الطفل على العمل صيفاً بأعمال تناسب سنه؟
سناك سوري – دمشق
أثار المنشور الذي نشرته “منال”، في مجموعة (ع شو عمتدور) وتطلب خلاله إيجاد عمل خفيف لابنها وعمره 12 عاماً كي يؤمن منه مصروفه، ردود أفعال متناقضة من متابعي الصفحة التي تهتم بمساعدة الأشخاص ممن فقدوا أشياء خاصة أو يبحثون عن حاجات في إيجاد حلول لمشاكلهم، حيث بدا البعض منهم موافقاً فيما رفض البعض هذا التصرف واعتبره جريمة بحق طفولته.
البعض ممن علقوا على منشور الأم نصحوها بأن تختار له محل بقال قريب من المنزل في “الدويلعة”، والبعض نصحها بخيارات أخرى مثل الحلاقة النسائية، أو محل معجنات أو لحام أو محل عطورات، فيما اقترح عليها آخرون أن تساعده في تأمين بسطة صغيرة له أمام منزلها يبيع فيها عصير أو بوظة أو ترمس أو أكياس سكاكر لأن عمره صغير وهناك خوف عليه من العمل لدى الآخرين.
اقرأ أيضاً: “غفران”.. طفلة الـ12 عاماً عاملة نظافة في “التل”!
آخرون اقترحوا على الأم أن تضع ابنها عند معلم كي يتعلم منه مصلحة ميكانيك أو كهرباء وغيرها، وأن يكون دوامه بشكل جزئي في الصيف كي يتابع دراسته في الشتاء، وأن تطلب من صاحب العمل أن ينتبه عليه فهذه المصالح “تقص ذهبا”، حسب تعبير البعض.
“زين” استهجن طلب الأم كثيراً وتساءل: «ليش شو مصروفو بعمر ال 12 سنة كيس بطاطا بسكوتة، هلق اذا ما معك تدفعيلو حق كيس بطاطا هيك صار حكي تاني»، في حين رأى “عمر” أنه «لاضرر من عمله بهذا العمر شرط أن يعمل عملا معقولا وليس أي شغل، بحيث يستفاد ويكون إنسان جدي وليس انسان سخيف كل وقته لعب وتسلية».
“ياسر” وضع معلوماته القانونية حول عمل الأطفال بهذا العمر وقال: «ممنوع يشتغل ابنك، اذا حدا شافو بشغل بتتغرمي بمبلغ ٥٠ ألف و بتنحبسي من شهر حتى ٦ شهور، وعندما يصبح عمره ١٥ ممكن تخليه يشتغل، أقل من هيك عليكي مخالفة».
اقرأ أيضاً: مع كل المخاطر.. أطفال يعملون في تعقيم مدينة التل من كورونا
بدوره “أحمد” قال إن سوق العمل بكل القوانين و الأعراف بيستثني الأطفال ومنهم القانون السوري، مضيفاً: «خلونا منطقيين أنها ترمي ابنها في السوق بعمر صغير و عند شخص لاتعرفه سيكون هل ستكون قادرة تتحكم بأخلاقيات الولد التي سيكتسبها من البيئة الجديدة، و كيف ستجعل ابنها يعود للدرس بعد أن وجد أن الشغل يؤمن له حق سندويشة وعلبة كولا في أي وقت يريده».
الناشطة “ريما سواح” استهجنت الطرح والرود الإيجابية على منشور الأم وقالت:«من سيعلم مصلحة لطفل في سن 12؟ اي حدا رح يشغله رح يشغله ليعمله قهوة وشاي وينضف ويلملم … هي عمالة أطفال اسمها».
وخاطبت الأم قائلة:« اذا بدك تشغليه بشي يعبي وقته فيه دوريله على شي دورات تنفعه … واذا عندك مشاكل مادية مابعرف شو قول .. بس اكيد في حل تاني».
الأم ردت على تعليقات البعض ممن رفض سؤالها وقالت: «أنا عم دور ع شي مناسب، لان ماقدرت حطيتو بنادي وموبايله انسرق ووجد فراغاً كبيراً ومن المؤكد لن أرميه»، بينما رد أحدهم على من تهجموا عليها بالقول: «قد تكون ظروف المعيشة لدى السيدة صعبة جداً ولسا بتنظروا عليها ولازم يدرس مع العلم أغلب الخريجين ما استفادوا من شهاداتن و بنفس الوقت ماني ضد انو يكمل تعليمو بس ما حدا بيعرف شو ظروفها ويلي عم يتفهمن وزعلان وانلوى قلبو يتفضل يفتح كيسو ويعطي لـ الله والله يعين العالم ويفرج عنن».
يذكر أنه ونظراً للظروف المعيشية الصعبة خصوصاً خلال الحرب فإن مختلف المعطيات تشير إلى ارتفاع نسبة عمالة الأطفال في مناطق مختلفة من سوريا، وذلك بهدف مساعدة عوائلهم تارةً أو تأمين مصروفهم تارةً أخرى، ناهيكم عن ثقافة تعليم المصلحة في سن مبكرة والتي لها أبعاد ومسببات مختلفة، علماً أن العديد من الدول الأوروبية تتيح تدريب الطلاب دون 18 عاماً على بعض المهن وذلك في إطار المدرسة وهي عملية منظمة ومنهجية وتسعى لتحقيق أهداف واضحة.
اقرأ أيضاً: في بلدة عنجارة معمل لا يستحي من عمالة الأطفال (صور)