الرئيسيةحكي شارع

سنة كانون الثاني انتهت… ترحيب حار بـ شباط

كيف تفاعل السوريون مع أحداث سنة كانون الثاني يلي انتهت مبارح.. المهم “الشوئسمو” مستمر وماراح معها!

سناك سوري-دمشق

شكلت أحداث شهر كانون الثاني الفائت، أو سنة كانون الثاني كما أسماها السوريون، بيئة خصبة للتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي ابتعدت أخيراً من حيز التآمر، لتدخل حيز الفكاهة إلى حد ما، خلال التعاطي مع الأزمات المحلية والعالمية، والتي يبدو أن السورين اعتادوها، لدرجة “إنو تمسحنا”.

بدأ الشهر بحرائق “استراليا”، التي شهدت تعاطفاً كبيراً بين أوساط السوريين عبر السوشيل ميديا، فتفاعلوا مع صور الحيوانات المتضررة جراء الحرائق، بينما انقسم جزء منهم حول طائر “الحدأة”.

الحدث الآخر الذي شغل بال السوريين، على اختلاف انتمائاتهم كان اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء “قاسم سليماني“، في الـ3 من الشهر الفائت، في العراق، ومجدداً تفاعل السوريون مع الحدث، ومجدداً برز الانقسام في الموقف فيما بينهم.

خفّ وهج الحديث قليلاً عن اغتيال “سليماني”، لصالح التفاعل حول الرد الإيراني في الـ8 من الشهر ذاته، حين استهدفت “إيران” بصواريخ قاعدتين عسكريتين أميركيتين في “العراق”، إحداهما كانت قاعدة “عين الأسد” الشهيرة، لتبدأ بعدها موجة جديدة من التفاعل عبر الفيسبوك بين السوريين، وكما هي العادة أيضاً حلّ الانقسام ضيفاً على موائد تعليقاتهم الفيسبوكية.

لم يطل الحديث كثيراً عن موضوع الرد الإيراني، سرعان ما برزت أحداث جديدة في الشهر الذي بات “سنة” كناية عن زخم الأحداث فيه، فحلت قصة قتل العامل السوري على يد زوج الفنانة “نانسي عجرم”، ثم موت سلطان عمان “قابوس“، وإسقاط الطائرة الأميركية في أفغانستان، وكلها أحداث شكلت بيئة خصبة ليدلي السوريون بآرائهم حولها يساعدهم في ذلك، التقنين الكهربائي الذي أبعدهم عن شاشة التلفاز لصالح الفيسبوك، ورغبتهم في التعبير عن رأيهم بقضايا قد لا يعرضهم الحديث عنها لأي مسائلة قانونية.

في الـ24 من الشهر الفائت، شهدت عدة مناطق في البلاد هزة أرضية خفيفة، بالتزامن مع زلزال كبير في تركيا، وبين “شاعر” بها، وبين من لم يشعر بها انقسم السوريين مجدداً، بينما غصّ الموقع الأزرق بمنشورات مثل: “هزة، أنا ما حسيت إنتوا حسيتوا؟”، و”هزة، حسيت فيها مين ما حس”.

في الغضون كان الإحساس بوجع المعيشة نتيجة ارتفاع سعر صرف “الشوئسمو“، الأكثر تأثيراً والذي لم يفلت من الشعور به سوى قلة قليلة من كبار رجال الأعمال والتجار والمسؤولين، وبينما انقسم السوريون بجميع القضايا والأحداث التي جرت خلال هذا الشهر، اتفقوا على المأساة التي سببها ارتفاع “الشوئسمو”، (والشوئسمو، هو يلي ارتفع كتير ورفع معو الأسعار).

الحديث عن “الشوئسمو” مايزال مستمراً إنما بوتيرة أخف مما سبق، فالجميع مل واستخدم كافة التعابير في اللغة العربية حول الأمر، وسط ذلك يبدأ الحديث عن إعلان صفقة القرن التي شهدت كثيرا من المنشورات المنددة لها وبها، فالسوريون يمتلكون دائما المزيد من الوقت للحديث عن قضايا الأمة وشجونها التي يبدو أن مشاكلهم لم تثنيهم عنها ولو أبعدتهم قليلاً.

وبينما كان السوريون ينادون على النيزك في كل منشوراتهم عبر الموقع الأزرق بوصفه الخلاص الأخير لهم من هم معيشتهم، كان القدر أو أميركا كما يقول بعض المحللين، يعد العدة لإرسال فايروس “كورونا” إلى الصين البعيدة جغرافياً عنا، لكنها ومن مبدأ العالم تحول إلى قرية صغيرة باتت قريبة جداً، وكان لابد أن نملأ “حيطان صفحاتنا” بأحاديث كورونا.

«كورونا كل سنة مرة، حرام تنسونا بالمرة»، يقول “فاطر” في منشور له، بينما انتشرت على فيسبوك صورة لشخص وحيد ضمن طائرة، مع تعليق عليها: «التقطت هذه الصورة صباح اليوم الجمعة لطائرة الخطوط الاماراتية مقلعة من دبي إلى بكين ( الصين ) وعلى متنها راكب واحد فقط يحمل الجنسية السورية وياسوري مايهزك شي».

وبالفعل فإن السوري لا يهزه شيء، خصوصاً أن شهر أو سنة كانون الثاني حملوا له بشرى سارة بتوزيع مواد مدعومة عبر البطاقة الذكية، أقصاها 4 كغ سكر، و3 كغ أرز، وكيلو شاي، مع بداية شهر شباط الجاري، فتوقف عن الهز جراء الأزمات، وبدأ بالهز جراء الفرحة بالمكرمة الجديدة التي من المنتظر أن يضاف إليها الزيوت والسمون وفق تصريحات حكومية.

اقرأ أيضاً: الحكومة تكرر تجربة البطاقة الذكية “الناجحة” مع المواد الغذائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى