سمية الحمادي.. بائعة العصير تحبّ زوجها ولا تهتم لنعومة يديها
حرب ونزوح وعمل.. عائلة “الحمادي” وجدت متسعاً للحب واستمراره أيضاً
سناك سوري – صفاء صلال
اليدان اللتان تقبضان على ” المقشرة” كسرت مقولة الأيادي الناعمة، يدا “سمية الحمادي” الملقبة “أم محمد” لم تعد ناعمة ولا تعرف مستحضرات تجميل البشرة ولا طلاء الأظافر قط، صبغها اللون البرتقالي وجروح تقاطعت مع خطوط يديها وعروق يديها البارزتين.
تدأب “أم محمد” على تقشير الجزر والتفاح ثم عصرهما بواسطة العصارة للزبائن، منذ ما يربو على عقد من الزمن، برفقة زوجها الذي يبيع بدوره بعض الفواكه أو الخضار في بسطتهما بسوق الهال المكتظ بالرجال الباعة في “دمشق”، وقاصدي السوق من الرجال والنساء الذين امتزجت ذيول بناطيلهم ببرك المياه الملقاة في السوق.
تصف “الحمادي” لسناك سوري معاناتها في بداية عملها لفترة طويلة فتقول:«كنت كل يوم انجرح وروح على المشفى يلفولي ايدي بعدين أخذت أيدي على التقشير»، تردف بابتسامة مؤججة بالتعب: «حتى إني صرت أسرع».
وسط أكياس الجزر المسجاة أمام السيدة تجلس “هدى” بجوار والدتها تساعدها في العمل، تواري السيدة ساعات العمل الطويلة بالحديث مع ابنتها حول قصة الحب التي جمعتها مع زوجها في “إدلب” عندما كانا صغارا وزواجهما ثم انتقالهم للعيش بدمشق ورحلة نزوحهما من منطقة “الحجر الأسود” إلى أحد الفنادق الشعبية بدمشق و استئجار 3 غرف للعائلة المؤلفة من 7 فتيات وشابين.
اقرأ أيضاً: المال لم يكفِ الجميع.. أم محمد نجحت بتدريس ابنة واحدة
بحديث مرح نسأل السيدة عن قصة حبها وزواجها تجيب : «لو ما بحبو ما كنت نزلت اشتغلت معهُ، وصار ما فيه ينزل يشتغل بدوني، الحب بعد الزواج عند ناس بيروح وعند ناس ما بيروح، ونحنا منهن حبينا بعض من كنا صغار ورح نضل نعيش بحب وبساطة ونتحدى كل الظروف أيدي بأيدو»، وتضيف: «بالبداية واجهنا كتير صعوبات بس ضلت عزيمتي نفسا من عشر سنين حتى اليوم وما كنت فكر بحكي الناس أبداً كل تفكيري عيلتي وزوجي وشغلي».
توحي تجاعيد وجه “أم محمد” بأنها أكبر من سنها، فيما لها من العمر اثنان وأربعون عاماً فقط، وهي تحظى باحترام كبير من قبل أصحاب البسطات والمارة في السوق يعلق أحد زبائنها “علي محمد” بقوله :« أم محمد تتعب لتاكل لقمة من عرق جبينها بالحلال».
لا يعلم زبائن البسطة الصغيرة أن ما يدفعونه من مبالغ مقابل الكأس الواحد من العصير، الذي يبلغ ثمنه 300 ل.س للكأس الصغير و500 ل.س للكبير، لا يكفي العائلة كدخل يومي ولا يفي المجهود البدني الذي تتكبده “أم محمد”، لكن أحلامها مستمرة فهي تأمل أن تتمكن يوماً من تكبير بسطتها وتحويلها لمحل خاص وفي مكان أكثر هدوءاً من سوق الهال.
اقرأ أيضاً: سيدة سورية.. تعمل بلف المحركات بعمر 56 وتلقب بالنحاسية