“سمعانة شيخ سليمان” أم تتحدى آلامها الجسدية وتعمل لتؤمن لقمة عيش أسرتها
أم لثلاثة أطفال تعاني من وضع صحي دائم في يدها تتحدى ظروف الحياة الصعبة بالعمل
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
تمضي “سمعانة حمزة شيخ سليمان” ساعة كاملة من المشي يومياً للوصول إلى مكان عملها متحملة آلام يدها اليسرى التي تعاني من وضع صحي دائم وصعب فيها كي توفر 200 ليرة سورية أجرة السرفيس لتحضر بها طعاماً لأفراد العائلة الذين تعيلهم بعد أن تعرض زوجها لحادث أدى لإعاقته أيضاً.
ظروف الأسرة المؤلفة من ثلاثة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والزوج الذي تعرض لشلل نصفي ومرض الربو نتيجة حادث جعلت من “سمعانة” المعيل الوحيد الذي يبحث عن فرصة عمل تؤمن لقمة العيش لهم وهو ماوضحته خلال حديثها مع سناك سوري حيث قالت:« سمعتُ عن وجود مشروع للنظافة في القامشلي، يتطلب وجود النسوة اللواتي بحاجة للعمل، لم أتردد في التوجه إلى المعنيين الذين منحوني الفرصة بعد تعرفهم لوضعي»، مؤكدة سعادتها بهذا العمل الذي يؤمن لها ثمن الخبز الذي لم تكن تحصل عليه سابقاً لولا مساعدة بعض أهل الخير إضافة لتأمين أدوية زوجها وتسجيل أبنائها في المدرسة التي تركوها لفترة طويلة بسبب ظروفهم.
يوم عمل “سمعانة” طويل يبدأ في الخامسة صباحاً فهي مضطرة للقيام ببعض الترتيبات في بيتها الذي استأجرته في حي متواضع ببلدة “تل حميس” بعد عودة الأسرة من مدينة “دمشق” إثر الازمة التي تمر بها البلاد ولاينتهي بمجرد عودتها من العمل في النظافة بل يمتد لساعات متأخرة تقوم خلالها بإعداد طعام أسرتها والاعتناء بالزوج والأولاد .
تكتم “سمعانة” آلامها وتحاول إخفاءها حتى لايصل الخبر للجهة التي وظفتها وتفقد فرصة العمل الوحيدة التي تمثل بالنسبة لها بريق أمل أنقذ عائلتها آملة أن يستمر المشروع القائم على شراكة بين الأمم المتحدة والكنيسة الانجيلية.
معاناة المرأة الأم والمعيلة لزوجها وأسرتها ظاهرة كرستها ظروف الحرب التي تمر بها البلاد فأغلب النساء السوريات تحولن لمعيلات يترتب عليهن العمل لتأمين متطلبات الحياة بعد فقدانهن أزواجهن أو الآباء إثر المعارك والانفجارات والحوادث الكثيرة التي ضربت البلاد خلال السنوات الماضية وهن بحاجة ماسة لمد يد العون لهن وتمكينهن من خلال مشاريع صغيرة أو تأمين فرص عمل تتشارك فيها مؤسسات المجتمع المحلي والحكومة على حد سواء.
اقرأ أيضاً: “خولة” شابة في 23 من العمر تعمل عتالة