أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

سلمان جزان.. خريج تقنيات الحاسوب تكفيه شجرة واحدة من التوت الشامي

سلمان جزان.. يمنح شجرته العناية والرعاية فتمنحه نحو 200 كيلو توت شامي

يبدأ الشاب “سلمان جزان” 26 عاماً بقطف حبات التوت الشامي من شجرته الوحيدة في قرية “قنوات” بريف السويداء. منذ السادسة صباحاً، لتلبية أكبر قدر ممكن من طلبات محبي التوت الشامي الذي بدأ موسمه هذا الشهر.

سناك سوري-رهان حبيب

خريج معهد تقنيات الحاسوب اختصاص البرمجة، يساعد والده في رعاية بساتين التفاح وكروم العنب واللوزيات في قريته. وهي مواسم العائلة الرئيسية. بينما ينجذب أكثر لشجرة التوت الشامي كونها الفاكهة المحببة لدى كثير من العائلات، سواء لأكلها كفاكهة صيفية أو لإعداد العصير من ثمارها.

شجرة واحدة تكفي وتزيد

يقول الشاب لـ”سناك سوري”، إن أهالي قريته “قنوات” زرعوا التوت بنوعيه الأبيض والشامي منذ القدم. فالمناخ مناسب، وأشجار التوت تميّزت بإنتاجية عالية، مضيفاً أن شجرة واحدة تكون كافية لإنتاج احتياجات العائلة ومونتها وبيع الفائض أيضاً.

في حديقة “سلمان” شجرة توت واحدة زرعها جده لم يرغب بالاعتماد بقطافها على أحد وحرص منذ عدة أعوام على قطافها لوحده أو بمساعدة والده. مع العلم أن عملية القطاف مرهقة، وتحتاج لساعات طويلة كما أخبرنا.

مع بداية نضج حبات التوت في بداية شهر تموز من كل عام، يبدأ “سلمان” بتلقي الطلبات من الزبائن. كلٌ حسب حاجته، وأحياناً تصل الطلبية الواحدة إلى 20 كيلو، ما يعني وقت طويل لجمعها، فالقطاف ليس سهلاً جداً.

يجد الشاب في ساعات الصباح الأولى أفضل وقت للقطاف، وغالباً ما يستمر العمل إلى ما بعد العاشرة صباحاً. وهي عملية لا تتم يومياً، بل كل عدة أيام لإعطاء الثمار فرصة النضج الكامل.

استراحة بفيء الشجرة بعد انتهاء القطاف الذي ماتزال ىثاره على يد سلمان – سناك سوري

الزراعة هي الحل

لم يحصل “سلمان” على وظيفة بمجال تخصصه، وهذا ما دفعه للعمل بالزراعة في أرض عائلته. ومنحه متسعاً من الوقت لقطاف شجرة العائلة التي تجاوز عمرها 35 عاماً. حيث يحرص على العناية بها من سقاية وتسميد، بالمقابل تعطيه الشجرة في كل عام ما بين 100 إلى 200 كيلو من أجود أنواع التوت طعماً ولوناً. على حد تعبيره.

كما يحرص الشاب على التعامل بلطف مع الثمار، رغم ما تسببه من تصبغ لليدين بالأحمر القاني. فهو يدرك أنه يجب قطاف الثمار بحذر بحيث لا تعصر بين أصابعه، ويصبح شكلها مختلفاً. مشيراً أن قطاف التوت يحتاج لصبر كبير. كذلك فإن علّو الشجرة شكّل عائقاً له، ما اضطره لتركيب دعامات وسقالات عريضة وثابتة ليستطيع الوصول إلى كافة الثمار.

تركيب السقالات وإزالتها ليس أمراً سهلاً، أيضاً، لذا يتعاون مع أصدقائه على تركيبها مع بداية الموسم. ثم إزالتها بنهايته والاحتفاظ بها حتى موعد تركيبها القادم.

يتراوح سعر كيلو التوت الشامي هذا العام بين 10 إلى 12 آلاف ليرة. وغالباً ما يضطر الأهالي لحجز دورهم حتى يحصلوا على الكمية المطلوبة، التي يعدون منها عصير التوت المكثف والاحتفاظ به لمدة عام كامل محافظاً على طعمه وجودته.

زر الذهاب إلى الأعلى