أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

سؤال عابر يتحول لاصطفاف مناطقي ويكشف انقساماً مجتمعياً

انقسامات غير سياسية تبحث عن حلول قبل أن تحتاج لـ "وزارة مصالحة وطنية"

كشف سؤال طرحه أحد المتابعين في مجموعة سوريَّة يسأل عن أكثر المحافظات السورية رخصاً، كشف عن انقسامات مجتمعية غير طافية على السطح وهي تنذر بمشكلات عميقة تحتاج تدخلاً سريعاً وحلولاً.

سناك سوري _ زياد محسن

وتركّز الجدل بين المجيبين على السؤال حول مدينة “دمشق” التي نزح كثيرون إليها عبر عقود مضت. إذ انقسم المتابعون بين من رأى أن أسعارها ومصاريف المعيشة فيها مناسبة، وآخرون رأوا العكس.

لكن نوعية النقاش سرعان ما تحولت إلى اصطفافات مناطقية، تنوعّت بين أبناء العاصمة وسكّانها القادمين إليها من محافظات أخرى. وقد وصلت إلى أن بعض التعليقات أخذت طابعاً عنصرياً يطالب برحيل كل من هو ليس من هذه المدينة وعودته لمحافظته. ليأتي رد البعض بأن كل شخص يعيش في “دمشق” يدفع ثمن ذلك من ملكه وأمواله الخاصة.

تراشق الاتهامات وهجوم هؤلاء البعض على بعضهم يكشف نماذج عن الانقسام الدفين في المجتمع. وهو في هذه الحالة بعيد عن الاصطفافات السياسية. بل تحوّل لانقسام مناطقي، يستخدم لغة تحمل ما تحمل من العنصرية بشكل أو بآخر. حتى وإن كان الطرفان يسكنان المنطقة ذاتها فإن أحداً منهما ينظر للآخر على أنه “غريب”.

اقرأ أيضاً:دير الزور: ارتفاع إيجارات وأسعار المنازل للضعف خلال 6 أشهر

وضمن التعليقات نرى أن أحد المتابعين ينتقد قدوم النازحين إلى مدينته أو محافظته، بينما يردُّ آخر بالهجوم على أبناء المجتمعات المحلية وإطلاق صفات تنميطية عليهم يعرفها الجميع، علماً أن تعميم صور نمطية عن أبناء كل محافظة ليس وليد السنوات القليلة الماضية بل تعود جذوره لعقود ماضية، جراء ضعف الثقافة المعرفية بين المجتمعات السورية التي تكسر الصور النمطية الشائعة عن كل مدينة أو محافظة.

من جهة أخرى تظهر تعليقات أن هناك انقسام آخر بين أبناء الريف والمدينة، ولا يقتصر فقط على العاصمة وريفها بل بالإمكان إسقاطه على مختلف المدن السورية. وهو انقسام يبدو أن حدّته زادت خلال سنوات الأزمة وتعمّق أكثر، علماً أن مراقبين تحدّثوا في مطلع الأزمة أن الإنماء غير المتوازن بين الريف والمدينة كان من العوامل الرئيسية لاندلاع الأزمة السورية.

شعور المظلومية لا يتوقف على الريف، فبعض المعلّقين من أبناء المحافظات الأخرى أشاروا إلى شعورهم بالغبن جراء قلة العدالة في توزيع الخدمات بين العاصمة وسواها من المدن، الأمر الذي جعل بعضهم ينتقد العاصمة، وآخرين يبرّرون سبب توجههم إليها والسكن فيها.

هذا النوع من الصدامات وإن كان عبر فايسبوك لكنه يقدّم صورة عن عمق مشكلة الانقسام المناطقي وإن لم يظهر على السطح بشكل دائم، ما يعني ضرورة الاعتراف بهذه المشكلة والعمل على معالجتها ومعالجة أسبابها، بدلاً من أن تتحول لعاملٍ خفي قد يشعل صراعاً مقبلاً في صفوف المجتمع.

كما أن المسألة تفتح باب التساؤل، فيما إذا كان جميع السوريين يغلّبون الهوية السورية الجامعة أم أن البعض يضع هويته المناطقية في المقدمة وربما هويات أضيق عند آخرين.

اقرأ أيضاً:مسؤول: الأسعار في سوريا تدرس بشكل دقيق

زر الذهاب إلى الأعلى