“زهرة”.. أجبرت زوجها على التوقف عن ضربها لكنها خسرت روحها!
حكاية “زهرة” حصلت بالفعل كما الكثير من القصص التي يدفنها المجتمع تحت رداء الخوف من الفضيحة.. هي صرخة لقول لا في لحظة ما!
سناك سوري-خاص
«ليش عمتبكي ماما، كمان بابا رجع ضربك بالحيط؟»، تحترق روح “زهرة” في كل مرة يتلفظ طفلها بهذا السؤال أمامها، حين يراها منزوية في سريرها تبكي دون أن تدرك وجوده.
تقول “زهرة” لـ”سناك سوري”: «كان يوماً شتوياً عاصفاً، يشبه علاقتي بزوجي نوعاً ما، لا أذكر سبب المشكلة، ولكني أذكر بتفاصيل دقيقة كيف ضربني وأنا حامل في شهري السابع».
“زهرة” المستقلة مادياً ونفسياً واجتماعياً وحتى فكرياً وتحظى بدعم كبير من أسرتها، عجزت عن اتخاذ موقف حينها، وفضلت كما سواها من السيدات التغطية على الفضيحة ومتابعة الحياة مع فكرة وجود طفل سيبصر النور قريباً، تضيف: «ربما لن يدرك الرجل مدى الإهانة التي تشعر بها المرأة في تلك اللحظة».
انقضت الأيام واستمرت المشاكل بين “زهرة” المنفتحة وزوجها النمطي، لم يتمكن الطرفان من تجاوزها ولا وضع حد لعلاقتهما معاً، «يرفض الطلاق رفضاً قاطعاً وأنا لم أكن قد حسمت أمري بعد»، تقول “زهرة”.
دفعت “زهرة” ثمن ترددها بالإصرار على الطلاق مرات كثيرة، تحديداً في كل مرة ينتهي جدالهما بالضرب!، تضيف: «المشكلة أني لا أذكر أسباب إهانتي بالضرب، لم تكن أسباباً جوهرية أبداً، مجرد جدالات تبدأ بمداعبة غزلية أقصد منها تحسين علاقتنا متنازلة فيها عن كبرياء الأنثى، وحين لا ألقى استجابة لها كنت أتمرد فينقلب الموقف في لحظة إلى مشهد عنفي لا تحتمله مخيلتي حتى».
المشكلة الأكبر كانت حين أصبح طفلهما واعياً لما حوله، لم يكن زوجها من النوع الذي يؤمن بالضرر الواقع على الطفل جراء مشاهدة والده يضرب زوجته، تقول “زهرة”: «يومها طلبت منه بحزم الكف عن معاملتي كجارية والتحكم بتفاصيل ملابسي وطريقة تعاملي المختلفة مع الناس انطلاقا من استقلالية شخصية كل واحد فينا، رفضت دائماً أن أكون تابعاً مثله، وهذا ما كان يشعره بالنقص أمامي، للأسف كان موقفه واضحاً جداً وعاد لاستخدام يديه، هذه المرة كان القهر فوق المحتمل لقد شاهد طفلي الموقف كاملاً».
غادر الزوج المنزل وبقيت “زهرة” مع طفلها تحاول عبثاً مداراة الموقف أمامه وإفهامه أن ما جرى محض لعبة خطيرة علينا ألا نجربها أبداً، تضيف: «اعتذرت من طفلي عن اللعبة الوحشية التي لا ذنب لي بها، وجمعت أغراضي الشخصية متخذة قراري النهائي بالعودة إلى منزل أهلي».
اقرأ أيضاً: هل لدينا إجراءات رادعة لوقف العنف ضد النساء؟ – لينا ديوب
قبيل مغادرتها حاولت والدة زوجها التدخل، وإخبارها كم عانت مع زوجها هي الأخرى وكم تحملت من القسوة المشابهة، وكم صبرت لأجل أطفالها، كانت “زهرة” كما تقول تنصت باشمئزاز كبير من أن تتحول إلى نموذج المُضحي في الوقت الذي عليها أن تهرب بطفلها لتنقذه من هذه الدوامة.
وصلت “زهرة” منزل أهلها، حظيت بدعمهم جميعاً، لكن لم تكد تمضي ساعة حتى لحق بها زوجها، وبعد سيل من الاعتذارات والمبررات والضغط النفسي الذي مارسه عليها، ونصائح الآخرين: “لو ما بيحبك ما بيركض وراك”، ولظروف كثيرة عادت معه مجدداً، تقول “زهرة”: «عدت وأنا خجلة حتى من النظر إلى الجدران التي شهدت كل الإهانات التي لحقت بي، كان هناك كسر كبير في روحي لم تجبره الأيام أبداً، باتت علاقتنا أسوأ من ذي قبل ولم أستطع تقبل فكرة مقاسمتي إياه سرير واحد ولحظة حميمية واحدة إلا بعد أشهر عديدة وكنت مرغمة عليها كوني قد قررت البقاء معه».
بعد كل ذلك وفشل كل محاولات “زهرة” جرّ زوجها إلى حوار منطقي مفيد لكليهما معاً، عاد ليجدد الكرة، هذه المرة وقفت في وجهه وهددته بالإبلاغ عنه وكانت بالفعل قد ارتدت ملابسها لتذهب إلى الشرطة، ليفرض عليها أهل الزوج شبه سجن مخافة الفضيحة.
توقف الضرب عند ذلك الحد، كان التهديد الحقيقي بالشرطة حلاً ناجحاً لحالتها، لكن العلاقة التي بدأت بقصة حب غاية في الأمل تدمرت بالكامل، وانفصل الزوجان عن بعضهما البعض روحياً، بينما بقيا يعيشان تحت سقف واحد.
هامش: هذه الحكاية حصلت فعلاً، واخترنا اسم “زهرة” للشخصية التي طالبت عدم ذكر أي شيء عن حقيقتها، لكون السيدة ومهما كان شكلها أو منطقها “زهرة” جميلة تنتعش بالحب وتتدمر بالعنف.
اقرأ أيضاً: هو مايزال يضربها وهي ماتزال تنتظره بدمعة ورداء أحمر!