زلزال… البسوا بسرعة بدنا ننزل عالشارع
كأي يوم، أغلقت كتبي الجامعية بعد منتصف الليل وتصفحت الأنترنت قليلاً. ثم دخلت لأنام عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، لكن شيئاً ما أيقظني عند الساعة الرابعة والربع فجراً. تفقدت ساعتي وعدت للنوم، وبعد دقائق… حصلت الكارثة.
سناك سوري – غرام زينو
شعرت بسريري يهتز بشكل خفيف وأنا نائمة، ظننت أن أحداً من أهلي قد كان قريباً منه ولمسه، لكن نظرت لأخي مكانه والجميع نائم، والهزة تزداد، حاولت النهوض وأنا أشعر بأن قلبي سيتوقف، والهزة أصبحت كبيرة جداً لدرجة فقدنا التوازن.
ناديت لأبي، لم يخطر ببالي غيره أمان في تلك اللحظة، شدنا أبي إلى الحمام بقوة أنا وأمي وأخي، ونحن نضم بعضنا جميعاً ونقول “يارب دخيلك تتلطف فينا”، وكان قلبي يشعر بأن تلك النهاية.
توقفت الهزة، لا أدري ما شعرت، كان شيء أشبه بالصدمة، جسمي أصبحت درجة حرارته باردة جداً، أمي تبكي، لكن لا دموع تنذرف من عيناي رغم أنها عادةً تذرف رغم أي موقف بسيط وصغير!.
خرجنا من الحمام، وقفت عند باب غرفتي وسمعت صوت أبي ينادي “البسوا بسرعة جاكيت لازم ننزل عالشارع”، ثقتي به قادتني لأفعل ما قاله أبي.
خرجنا من المنزل والجميع في البناء الذي نقطن فيه خائفين، يبكون، غير مدركين ما الذي يجب فعله، ثم نزل الجميع للشارع. كانت جميع الناس تهرب للشوارع، أتذكر في تلك اللحظة لم أعد أشعر بالبرد أبداً، رغم المطر والعواصف وانخفاض درجة الحرارة بشكل كبير، كان كل شيء في رأسي، هل حقاً ما حدث حقيقياً؟.
وبعد ساعتين في الشارع والبرد والمطر مع جميع الناس الخائفة، قررنا أن نعود للمنزل لعل وعسى أن تكون الليلة قد مرّت فعلاً على خير. رغم ذلك، جهزنا أنفسنا بشكل أكبر وجلسنا ننتظر ما سيحدث، ولا زلنا منتظرين نترقب، خائفين، غير قادرين على النوم ولا على أي شيء سوى الدعاء بأن ننجو وألا تتكرر.
في النهاية تبين لنا أنا ماحدث هو زلزال وليس فقط هزة، زلزال أوجع قلوبنا وآلمنا على أحبتنا؟