أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

رنيم مصمص تصنع الشموع المعطرة وتخجل من ارتفاع الأسعار

بكيلو واحد من الشمع.. رنيم مصمص بدأت مشروعها حين كان عمرها 18 عاماً

بدأت العشرينية “رنيم مُصمُص” مشروعها الصغير “صناعة الشموع المعطرة” بكيلو واحد من الشمع قبل 4 سنوات حين كان عمرها 18 عاماً عبر مصادفة لم تكن تدرك بأنها ستتحول إلى مصدر دخل ابنة مدينة “التل” بريف “دمشق”.

سناك سوري_ديالا البحري

قبل 4 سنوات كانت “رنيم” تسير في الشارع كالعادة، حين لفت انتباهها قطعاً من الشموع المصنوعة بأشكال جميلة تُعرض على واجهة أحد المحال التجارية. وكما قالت لـ”سناك سوري” فإنها في تلك اللحظة قررت تجربة صناعة الشموع المعطرة بأشكال وألوان متنوعة.

كان كيلو غرام واحد من الشموع كافياً لصنع عدة قطع بسيطة كتجربة أولى، مستفيدة من موهبتها في الأعمال اليدوية. كذلك من مقاطع الفيديو التعليمية عبر اليوتيوب.

لكن الأمر يحتاج لبعض الدعم والتشجيع، تقول الشابة لـ”سناك سوري”، إن والدتها وأخوتها شجعوها كثيراً على دخول المجال. بعد رؤيتهم للقطع التي صنعتها.

شموع من صناعة رنيم مصمص – سناك سوري

من شغف إلى مصدر دخل

في البداية كان الأمر مجرد تجربة، لكن شغف “رنيم مصمص” بصناعة الشموع المعطرة. سرعان ما تحوّل إلى مصدر دخل يكفي احتياجاتها بحسب قولها. وهو ما دفعها إلى إطلاق اسم “شغف” على مشروعها الذي بدأ كهواية فقط.

وتضيف “رنيم” أن العائد المادي من هذا المجال موسمياً إذ يزداد صيفاً بحكم أن معظم المناسبات تكون خلال فصل الصيف. كما يختلف بحسب الطلب ونوعيته سواء طلبيات كبيرة (كتوزيعات الولادات والأعراس وحفلات التخرج). أو القطع الفردية التي تستخدم غالباً كديكور أو هدية.

في البداية كان الأمر مجرد تجربة، لكن شغف “رنيم مصمص” بصناعة الشموع المعطرة، سرعان ما تحوّل إلى مصدر دخل يكفي احتياجاتها.

وسائل التواصل والباعة للترويج

كما العديد من الشباب/ات أصحاب المشاريع الصغيرة لجأت الشابة إلى الترويج لمشروعها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. من خلال تصوير المنتجات وعرضها على الصفحة الخاصة بالمشروع حيث كانت بدايةً تواجه مشكلة بتصوير القطع بطريقة صحيحة تبرز جماليتها الحقيقية. إلا أنها تلافت ذلك من خلال متابعة فيديوهات لتعلم طرق تصوير المنتجات مما شكل فرقاً واضحاً بطريقة العرض.

إضافة للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عملت “رنيم” على عرض بعض القطع في المحلات التجارية بمدينة “التل”. إذ وجدت قبولاً من أصحاب المحلات لمساعدتها بعرض المنتجات في محلاتهم.

كما أن الطلبيات التي توزع للأشخاص في المناسبات تساعدها في الترويج لمشروعها. حيث يشاهد المنتج عدد كبير من الأشخاص ويسألون عن مصدره وهذا ما ساهم في انتشار اسمها على نطاق أوسع.

رنيم تقوم بتجهيز إحدى الطلبيات – سناك سوري

الجبس.. نمط جديد

تتعدد الأنماط التي تقدمها “رنيم” ضمن مشروعها. مثل الشمعة الزيتية والثلجية وشمعة القوالب بمختلف الأشكال ولمختلف المناسبات كالولادات والأعراس ومناسبات التخرج. وتتراوح مدة إنجاز القطعة الواحدة بين اليوم وثلاثة أيام. أما الطلبيات الكبيرة فتحتاج قرابة أسبوع إلى عشرة أيام. مشيرةً أن إنجاز القطعة كان يتطلب وقتاً أطول ولكن مع الخبرة والممارسة قلّ الوقت وزاد الاتقان.

تصميم القطعة ليس مجرد صب الشمع المذاب في قوالب تعطيه شكلاً جميلاً، كما يعتقد البعض. بل يحتاج الأمر دقة كبيرة وعيارات صحيحة وفناً في اختيار ومزج الألوان حتى تتشكل قطعة فريدة ومميزة، على حد تعبير الشابة.

تسعى “رنيم” بشكل مستمر لتطوير مهاراتها ومجال عملها. لتضيف مؤخّراً (الجبس) الذي يستخدم لصناعة قواعد الشمع ما يضفي مزيداً من الأناقة والجمالية على القطعة الشمعية. كما يصنع منه الفازات وقواعد الفناجين وأوعية لوضع الشمع داخلها وغيرها من الاستخدامات.

صناعة الجبس هواية جديدة لدى رنيم – سناك سوري

ارتفاع الأسعار وتأمين القوالب أبرز الصعوبات

تواجه الشابة صعوبات عدّة أبرزها ارتفاع أسعار المواد من فترة إلى أخرى. ما يسبب لها إحراجاً مع الزبائن في بعض الأحيان كونه ينعكس على أسعار المنتجات. إلا أن معظمهم بدأ يتقبل ذلك كون ارتفاع الأسعار حالة عامة يواجهها الجميع بحسب قولها.

كما أن تأمين القوالب يحتاج وقتاً يصل قرابة الشهر إذ تقوم بشرائها من خارج سوريا وغالباً تكون بسعر مرتفع جداً.

وتعتبر “رنيم” أن سعادتها تكمن برؤية فرحة الزبائن بالقطعة ورضاهم عنها، إذ يقوم البعض بمشاركة رنيم فرحتهم من خلال تصوير الشمعة وهي تزين جلساتهم وإرسالها لها.

تواجه الشابة صعوبات عدّة أبرزها ارتفاع أسعار المواد من فترة إلى أخرى. ما يسبب لها إحراجاً مع الزبائن في بعض الأحيان.

تدريب الشباب

أرادت الشابة نقل خبرتها بصناعة الشموع المعطّرة للشباب ومساعدتهم بالخطوة الأولى للبدء بمشروعهم فقامت بتقديم عدد من الكورسات الحضورية والكورسات عبر الانترنت. لتعليم صناعة الشموع المعطّرة بما يمكّنهم من امتلاك الأساسيات والانطلاق لمشروعهم الخاص أو حتى لمن يرغب بتعلم هذا المجال من باب الهواية. وتطمح الشابة لامتلاك متجر خاص بها، تعرض فيه منتجاتها من الشموع المعطرة.

يذكر أن رنيم انقطعت عن التعليم منذ قرابة الخمس سنوات إلا أنها تمتلك مواهب متعددة مثل الرسم وصناعة الأشغال اليدوية التي تمارسها وقت فراغها.

زمالة سناك سوري 2024

 

زر الذهاب إلى الأعلى