رفع سعر المازوت قبل توزيعه.. هل اقتربت عملية التحول للبدل النقدي؟

تزامن الكشف عن موعد توزيع مازوت التدفئة في سوريا، مع رفع سعر الليتر الواحد إلى 5000 ليرة سورية بمعدل 150%. ماوضع العديد من إشارات التعجب والاستفهام حول المعايير التي يتم وفقها اتخاذ مثل تلك القرارات.

سناك سوري _ دمشق

شهد يوم أمس “الأربعاء” إصدار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً برفع سعر مازوت التدفئة إلى 5 آلاف ليرة بعد أن كان عند حدود 2000 ليرة لليتر الواحد. ما يعني أن ثمن الدفعة الاولى البالغة 50 ليتراً قفز من 100 إلى 250 ألف ليرة.

القرار السابق هو قرار الرفع الأول من نوعه لحكومة “محمد الجلالي”، علماً أن حكومة “حسين عرنوس” اشتهرت بالعامين الأخيرين بقرارات الرفع الجزأي فيما عدا قرار واحد برفع كبير شهر آب 2023، حين وصف أنه بمثابة رفع الدعم. حيث قفز سعر المازوت حينها من 700 إلى 2000 ليرة.

تكلفة مخصصات المازوت توازي راتب الموظف

انطلق مسرعاً ماراثون الأسعار في البلاد، بغياب “الراتب” عن ذلك السباق، والذي بقي بصفة المشاهد. دون أن يفكر أحد أن يلحقه بركب البقية، أو جعله بنسبة منطقية تكفي لوازم الأسرة السورية.

بمعدل وسطي يبلغ راتب الموظف السوري قرابة 300 ألف، أي بزيادة 50 ألف عن كلفة مخصصات المازوت. وهذا ما تحدثت بشأنه “جميلة” التي علقت ضاحكة، بأن شهر التعبئة يعني الامتناع عن الطعام، والانتظار للشهر التالي. وأكد “أبو أيهم” أنه غير كاف ثمنهم بالأساس. وطالب “سالم” بضرورة دراسة المعطيات قبل اتخاذ قرار رفع سعر أي مادة.

قرار نهاري.. صدمة من نوع جديد

خلال العامين الفائتين تقريباً، اعتاد المواطن السوري تلقي خبر رفع الأسعار في منتصف الليل. ليبدأ صباحه متأقلماً مع المستجدات من حوله. حالة التعود تلك تحولت بدورها إلى نوع من النكتة بات السوريون يطلقونها كنوع من السخرية على واقعهم الأسود.

اللافت في القرار أنه لم يصدر ليلاً كالعادة، وهذا ما دفع “حسان” للقول إنها ثغرة إيجابية وبمثابة بادرة تغيير قدمتها الحكومة الجديدة.

وفي الوقت ذاته لم يخفِ الكثيرون انزعاجهم والتعبير عن نتائج ذلك القرار، لاسيما أن أسعار العديد من المواد الغذائية والتموينية وغيرها، والتي يزيد سعرها بسبب رفع سعر المحروقات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل والمواصلات.

بدوره نوّه “أحمد” إلى ذلك الأمر، أما “ماهر” فقد قطع الأمل أمام الجميع وكتب بتعليقه “يلي بضايق انو في ناس عندها امل ومتوقعة يصير شي منيح”.

وتزامن قرار الرفع مع إعلان جديد فيما يخص التحوّل للبدل النقدي، وكيفية التسجيل عليه. وذكرت صفحة النافذة الواحدة أنه وبمجرد الإعلان عن إطلاق عملية بدء التسجيل على الدعم النقدي، يجب الدخول إلى منصة المواطن وطلب دعم نقدي. ثم إدخال الرقم الوطني ورقم الموبايل المعتمد ضمن البطاقة الذكية.

بعد ذلك تصل رسالة برمز التفعيل للموبايل، وهنا عليه إدخاله وتسجيل الدخول ضمن المنصة.

ويوحي الإعلان بأن توزيع مازوت التدفئة ربما لن يتم قبل إقرار عملية التحوّل للبدل النقدي، الذي يبدو أنها باتت قريبة جداً.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حددت سعر المازوت غير المدعوم بـ 12019 ليرة. وهو مخصص للفئات التي تم رفع الدعم عنها وشملت شريحة واسعة من المواطنين ، حيث تكلّف تعبئة الـ 50 ليتر 600 ألف و950 ليرة.