“رايتس ووتش”: احتجاز 7000 طفل في سوريا سيولد الحقد والانتقام
أزمات سورية مستمرة… الحلول الجذرية غائبة… تحذيرات من مخاطر عدم الحل
سناك سوري _ متابعات
كشف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” أن سكان مخيم “الهول” بريف “الحسكة” يعانون من أوضاع صحية كارثية قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها المخيم.
وذكر التقرير أن “الإدارة الذاتية” تحتجز أكثر من 11 ألف امرأة وطفل من عائلات “داعش”، يبلغ عدد الأطفال ضمنهم أكثر من 7 آلاف لم يتجاوزوا الثانية عشر من عمرهم.
وأشارت الباحثة في شؤون الإرهاب ومكافحته في المنظمة “لينا تايلر” إلى أن النساء والأطفال الأجانب محبوسون إلى أجل غير مسمى في جحيم رملي بينما تشيح بلدانهم الأصلية بنظرها عنهم، مضيفةً أن على الحكومات أن تفعل ما بوسعها لحماية مواطنيها وليس تركهم للمرض والموت في صحراء غريبة.
ووصلت أعداد الضحايا من الأطفال حسب إحصائيات “الأمم المتحدة” 240 طفلاً خسروا حياتهم في الطريق إلى “الهول” أو بعد الوصول إليه، حيث تؤكد المنظمة التي زارت فرقها المخيم أكثر من مرة أن الظروف مزرية في جميع أنحاء “الهول” الذي يضم نحو 62 ألف من السوريين والعراقيين في الأقسام الرئيسية للمخيم.
بينما يضم ملحق المخيم نحو 11 ألفاً من الأجانب الذي يعانون من المعاملة السيئة من الحراس المسلحين ويتم منعهم من الوصول إلى سوق المخيم بحرية أو استعمال الهواتف أو الرسائل المكتوبة حسب التقرير الذي ذكر أيضاً أن الملحق يصله مساعدات غذائية أقل فيما تنتشر حالات سوء التغذية بين الأطفال والإسهال الحاد نتيجة تلوث مياه الشرب وإصابة بعض الحالات بمرض السل.
وتقول “تايلر” إن الظروف في ملحق المخيم غير مقبولة وغير معقولة والتخلي عن المواطنين وتركهم مسجونين إلى أجل غير مسمى دون تهمة لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة.
اقرأ أيضاً: مخيمات “الشمال الشرقي” تضيق بالنازحين والدول الغربية ترفض استعادة أبنائها!
بدوره ألقى الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية “عبد الكريم عمر” باللوم على المجتمع الدولي الذي قال إنّه تخلى عن الإدارة الذاتية وتركها وحيدة في مواجهة أعباء الأجانب المحتجزين مطالباً دولهم باستعادتهم وإعادة تأهيلهم في بلدانهم الأصلية.
بينما يذكر التقرير أن بعض الدول المانحة ترفض إرسال المساعدات إلى “الهول” تحسباً من أن يعني ذلك دعماً لبعض المنتمين إلى “داعش” بينما يرد رئيس عمليات الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر “فابريتسيو كاربوني” أن ما يجري هو وصم شريحة واسعة من سكان المخيم بأنهم تابعون لداعش محذراً من ازدواجية المعايير بين الضحية السيئة والضحية الجيدة.
ووجّه التقرير اتهامات لعناصر “الأسايش” بتأخير أو رفض طلبات النساء الذهاب إلى المشفى ما سبب ولادة بعض النساء داخل خيامهن دون طبيب أو قابلة مع ما يحمله ذلك من خطر على حياتهن، فيما نقلت المنظمة شهادات من نساء في المخيم ذكرن أن عناصر “الأسايش” سرقوا مقتنياتهن وأموالهن أثناء عمليات التفتيش ولم يعد باستطاعتهن شراء الطعام أو الحفاضات لأطفالهن.
في المقابل تزيد هذه الصورة القاتمة للأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها سكان المخيم وضمنهم الأطفال الذين لا ذنب لهم في أنهم ولدوا لأب من “داعش” والنساء اللواتي تورطن في الحياة تحت حكم التنظيم ولم يرتكبن أي جريمة، تزيد من احتمالات تولد الحقد والتطرف في صفوفهم وفقاً للتقرير.
حيث لم تتعرض عائلات “داعش” لمعاملة مناسبة تعمل على إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع لمحو آثار ماشهدوه خلال فترة وجود التنظيم ما يجعلهم قنابل موقوتة تحمل بذور الحقد نتيجة الضغط والاضطهاد الذين يتعرضون له.
اقرأ أيضاً: بعد أكثر من 100 حالة وفاة.. الأمم المتحدة تقلق حول مخيم “الهول”!